أدت التطورات السياسية الأخيرة إلى تغير في الوجهات السياحية لدى السعوديين، الذين بلغ حجم إنفاقهم على السياحة في الخارج نحو 80 مليار ريال، فيما تتجه كعكة السياحة الخارجية إلى جورجيا والبوسنة وأوروبا الشرقية، في وقت تستهدف فيه المملكة دعم جهود السياحة المحلية، لرفع نسبتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 18 % بحلول 2030، مقابل 4 % حاليا. من جهته يقول مدير برامج سياحية عصام أبو العلا: لا يمكن لأحد أن ينكر الجهود الجارية لإنعاش السياحة المحلية من خلال المهرجانات، لكن جاذبيتها تراجعت في السنوات الأخيرة، وازداد الإقبال على السياحة في الخارج بصورة ملموسة، وبرزت وجهات سياحية كانت مجهولة لنا، ومنها جورجيا والبوسنة والهرسك فضلا عن الولايات المتحدة وبعض العواصم في أوروبا الشرقية التي تنافس بسياحة الطبيعة والاستشفاء بشكل كبير. وأشار إلى أن هذه العواصم دخلت المنافسة لما تمتلكه من طبيعة بكر وأسعار رخيصة إلى حد بعيد، مقارنة بكلفة السياحة بالداخل، لافتا إلى أن كلفة الرحلة إلى هذه الدول التي تتراوح بين 7 إلى 10 أيام لا توازي كلفة يومين أو ثلاثة في الطائف أو جدة، مشددا على أهمية إيجاد حلول جذرية لمشكلة الأسعار التي تدفع الغالبية للبحث عن مرافق سياحية بكر في الخارج. وأبان أن عواصم أوروبا الشرقية تتميز أيضا بالسياحة العلاجية الاستشفائية التي تحظى بإقبال كبير من السائح الخليجي بشكل عام. من جانبه, أشار مدير برامج سياحية في إحدى وكالات السفر رايد جمال إلى أن الوجهات السياحية الجديدة التي ظهرت خلال العامين الماضيين تشمل البوسنة وألبانيا وكرواتيا، مبينا أن جورجيا تمتاز بوجود ينابيع علاجية، إضافة إلى طبيعتها وجبالها مثل منطقة توشيتي الجبلية، وهي جزء من جبال القوقاز وجبل البروس وهو أعلى قمة في أوروبا وتقع على ساحل البحر الأسود. وأضاف أن مصر عادت إلى المنافسة بشكل ملموس، وإن لم يكن الأمر مثل السابق بعد استتباب الأمن بشكل نوعي إلى حد ما، ومازالت هناك عواصم تقليدية تجذب السائح السعودي، منها لندن ودبي وتركيا.