بفضل من الله، نجح فريق طبي في مستشفى د.سليمان الحبيب بالريان في إنقاذ حياة مسن في العقد التاسع من عمره يعاني من آلام مزمنة وحادة في الظهر والبطن وعدم القدرة على النوم مستلقياً أو على الجنب الأيسر، وذلك بعد اكتشاف إصابته بتضخم شديد جدّاً في الشريان الأورطي بالصدر والبطن كاد أن يودي بحياته. هذا ما ذكره الدكتور عويّد الشمري رئيس الفريق المعالج استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية في المستشفى والحاصل على البورد الأمريكي. الذي أوضح أن المريض تم استقباله في وحدة الطوارئ القلبية بعد نقله من أحد مستشفيات المنطقة الغربية، إذ كان في انتظاره فريق طبي متكامل يتكون من استشاريي القلب والقسطرة والتخدير وغيرها من التخصصات التي تحتاجها مثل تلك الحالات. وتابع الدكتور الشمري بقوله: لقد أظهرت الفحوصات الدقيقة تضخم الشريان الأورطي في منطقة الصدر والبطن بشكل حاد، حيث وصل حجمه إلى 12.5 سم، وهو يعد من الحالات الخطرة جدّاً وقليلة الحدوث، إذ إنه في الحدود الطبيعية من المفترض أن لا يتجاوز عرض هذا الشريان 2.5 سم فقط، وإذا وصل إلى خمسة سنتيميترات فإن الدراسات الطبية العالمية تؤكد ضرورة اللجوء إلى جراحة فورية لعلاجه. ونوّه د.الشمري أن هذا التضخم انعكس سلباً على المريض، حيث تسبب في ضغط حاد على أعصاب العمود الفقري مما نتج عنه آلام مزمنة، وعدم القدرة على النوم على الظهر أو الجانب الأيمن، وهو ما كان مصدراً للألم بالنسبة للمريض خاصة مع تقدمه في العمر وشكواه من عديد من الأمراض المزمنة. وواصل رئيس الفريق الطبي المعالج بقوله: تم إجراء جراحة دقيقة جدّاً للمريض استغرقت نحو 12 ساعة متواصلة، قمنا خلالها بإصلاح الشريان وتخفيف الضغط عن الأعصاب، وذلك باستخدام القسطرة القلبية، حيث إن إجراء العملية عن طريق الجراحة التقليدية لا يتناسب مع مثل تلك الحالات المرضية خاصة مع تقدم العمر والوضع الصحي العام. وعن نتائج العملية أوضح الدكتور الشمري أنه بفضل من الله قد تكللت جهود الفريق المعالج بنجاح كبير، وقد خضع المريض لمتابعة دقيقة ومكثفة في وحدة العناية القلبية، وخضع لبرنامج تأهيلي وعلاجي استمر لأكثر من 7 شهور، حيث تمكن المريض من المشي وممارسة حياته بشكل طبيعي ولله الحمد. ونوّه د.عويّد الشمري إلى أن تضخم الشرايين يعد من الحالات المرضية النادرة إلى حد ما، ونسبة احتمالية انفجار الشريان في هذه الحالة تفوق 30%، كما أن معدلات الوفاة نتيجة لانفجار الشريان قد تصل إلى 100%.