شكل تفاعل ذوي الاحتياجات الخاصة مع فعاليات سوق عكاظ، وحضورهم اللافت للجادة والفعاليات علامة فارقة في هذه الدورة بعد أن سجلوا زيادة عددية مهمة شملت كافة الفئات السنية ما بين أطفال وشباب وفتيات وكبار السن، ما عكس بجلاء رغبتهم في متابعة البرامج، وقدرتهم على التجول في المسارات المخصصة لهم بما يحملونه من آمال، وقدرة على التكيف، ورغبة في المشاركة. وقد تنوع حضور هذه الفئة بين مسنين حضروا مع أسرهم وآخرين حضروا من دار رعاية المسنين بالطائف، وبين أطفال يعانون من أمراض مزمنة لازمتهم منذ ولادتهم، وكبيرات في السن لم يعدن قادرات على المشي بسبب تقدمهن في العمر، البعض من هذه الفئة أصرت وألزمت أسرهم بالحضور، والبعض الآخر قررت الأسر إحضارهم من باب الفسحة والترويح. وساهمت الأجواء الغائمة في الطائف في تسهيل حضور هذه الفئة لجميع الفعاليات بكل يسر حتى في ساعات النهار، وتمكن ذوو الاحتياجات الخاصة من زيارة المعارض والأجنحة وعروض الفروسية والعروض المسرحية وخيام التراث وعروض الحرفيين والحرفيات، والتعرف على رحلات قوافل الإبل قديماً، أجنحة المخترعات والمبتكرات في عكاظ المستقبل. وأوضحت الأخصائية النفسية منى الصواف أن لهذه الفعاليات تأثيرا كبيرا على ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنها تجعلهم يختلطون بالمجتمع ويشاهدون ويرفهون عن أنفسهم ويخرجون من عزلتهم، مشيرة إلى أن المهرجانات في المملكة وجهة للجميع، خاصة التي تكون في مستوى سوق عكاظ حيث يجمع بيت التنوع الثقافي والترفيهي والتسوق، مما ينعكس إيجابا على هذه الفئة من خلال استعادة ثقتهم في انفسهم، وإظهار قدراتهم الخافية، والرغبة في البحث عن عمل لأنهم يرغبون في إبراز قدرتهم على مواجهة الجمهور، والإحساس بأنهم أعضاء فاعلون في المجتمع. مسنون مقعدون يزورون جادة سوق عكاظ