لم يترك الحوثي وأتباعه أي فرصة لقوات التحالف الإسلامي أو المفاوضات التي دعمتها المملكة مرات ومرات كي تصل إلى حل نهائي في الأزمة اليمنية، حيث الدولة الجارة والخاصرة الجنوبية، فقد سعت قدر المستطاع إلى ردع نفسها وقواتها عن دك القوات المعادية وإبادتها في مواقعها، وظلت قوات الدفاع السعودية طيلة الفترة الماضية في حالة دفاع عن النفس مع القوات المعتدية، التي أصبحت اليوم تستهدف كافة المنشآت السكانية والمدارس والإنسان ليس في اليمن فقط بل أيضاً في الجنوب السعودي حيث إن تلك الصواريخ التي وصلتهم من جهات خارجية تستهدف المملكة بالدرجة الأولى. لقد بات واضحاً من استهداف المساجد والمدارس والشوارع في مدينة نجران بأن قوات المخلوع «عفاش» والحوثيين يريدون إثارة الفزع والقلاقل لدى المواطنين الذين يحتمون بقيادتهم الحامية لبيوتهم وأبنائهم في المملكة، وما كان سقوط هذا العدد من الشهداء في مدينتي نجران وجيزان إلا دليلاً على أن هؤلاء المواطنين لا يبتعدون لحظة عن أرضهم ولا يساومون كما يساوم الحوثي على أرضه ويدمر أهله وعشيرته في اليمن، وأنهم يستخدمون الأطفال والمسنين دروعاً بشرية لإثارة الفتن الدولية على القصف المتبادل بين قوات التحالف وتلك القوات المعتدية. كما أن الصمت الدولي على ما يحدث دليل على أن تلك المنظمات لا تريد سوى الصراخ والإثارة فيما تدعيه ضمن تقاريرها، لكنها تصمت أمام الحالة التي تقابلها عندما يستهدف الحوثي وجماعته المساجد والمدارس في السعودية، وها نحن نرى الانقلابيين وصواريخهم البالستية لا تستهدف المناطق العسكرية ولا القواعد الجوية بل تستهدف القرى والمدن في المملكة، ولم نسمع تصريحاً واحداً من الأمم المتحدة ولا المنظمات الحقوقية التي ما برحت طيلة الفترة الماضية تستخرج بياناً وراء الآخر مدعية بأن قوات دعم الشرعية التي تقودها المملكة استهدفت الأطفال والمسنين، وهذا دليل على الكيل بمكيالين لدى تلك المنظمات، حيث استهدفت القوات الحوثية المواطنين في السعودية، ولم يخرج بيان واحد منها. لذا أصبح لزاماً اليوم على منظمة الأمم المتحدة أن تعقد اجتماعاتها العاجلة لوضع حد لهذه الانتهاكات واتخاذ إجراءاتها وإجبار الحوثي على تسليم سلاحه وإنهاء المعارك، قبل أن يضيع الشعب اليمني بين رحى هذه الحرب التي حصدت الأخضر واليابس طيلة عام كامل، وقتلت مئات الأرواح البريئة وحصدت عديداً من الأطفال ومنعت منظمات الإغاثة العالمية من المساعدة في إيصال المساعدات وإيقاف هذا النزيف المستمر من أجل استعادة الشرعية ودحر الأطماع الأجنبية في اليمن.