واشنطن، طرابلس (وكالات) ارتفع عدد الضربات الجوية الأميركية ضد مواقع تنظيم «داعش» في مدينة سرت الليبية إلى 48 ضربة جوية منذ بداية الشهر الجاري. وقالت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) في بيان «القوات الأميركية نفذت 48 ضربة جوية، مستهدفة آليات ومواقع «داعش» في مدينة سرت». وجاءت آخر الضربات الجوية، الإثنين الماضي، ودمرت عربة وأربعة مواقع تابعة للتنظيم وسط سرت، آخر معاقل «داعش» في ليبيا. وجاءت جميع الضربات بالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني. وأعلنت الإدارة الأميركية بدء العملية العسكرية «برق أوديسا» في الأول من شهر أغسطس الجاري، بناء على طلب رسمي من الحكومة الليبية، لمساعدتها في الحرب ضد تنظيم «داعش». وأكد رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، أن العملية الأميركية مقتصرة على الضربات الجوية فقط، مستبعدًا خيار وجود قوات أرضية أجنبية داخل ليبيا. وأكد السراج أن ما تحتاجه ليبيا فقط هو المساعدة في تدريب وإعداد القوات الليبية، مضيفًا: «نحن لا نتحدث عن تدخل دولي. وجود قوات أرضية أجنبية داخل الدولة يعارض جميع المبادئ الليبية». وتمكنت قوات «البنيان المرصوص» الأسبوع الماضي من دحر إرهابيي داعش من معقلهم الأساسي في سرت بفضل سلاح الجو الأميركي الذي بدأ في مطلع الشهر الجاري بطلب من حكومة الوفاق الوطني تنفيذ غارات ضد الجهاديين في سرت. وبحسب العميد محمد الغصري الناطق باسم عملية «البنيان المرصوص» فان الاسناد الجوي الاميركي أدى الى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الموالية الحكومية. وقال الغصري «قبل التدخل الاميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيدا، أما الآن فأصبحت خسائرنا أقل بكثير». وأعلنت القوات الموالية للحكومة الليبية أمس أن التنظيم الإرهابي نفذ أمس الأول تسع هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ودراجات نارية وأحزمة ناسفة في محاولة منه للحؤول من دون خسارته الحي رقم 2 في المدينة الساحلية وهو ما لم يتحقق له في النهاية. وأسفرت معارك الثلاثاء عن سقوط تسعة قتلى و82 جريحا في صفوف القوات الموالية للحكومة، بحسب حصيلة أوردها رضا عيسى المتحدث باسم «البنيان المرصوص»، العملية التي بداتها الحكومة المعترف بها دوليا قبل ثلاثة أشهر لاستعادة سرت من التنظيم الإرهابي. وقال المركز الإعلامي للبنيان المرصوص انه خلال معارك الثلاثاء لجأ التنظيم الإرهابي الى سلاح الانتحاريين بكثرة إذ انه أرسل «خمس سيارات مفخخة، ودراجة نارية مفخخة هي الأخرى، وثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة». وفي إحدى هذه الهجمات الانتحارية، فجر انتحاري سيارته المفخخة على مقربة من تجمع للمقاتلين والصحفيين في الحي قرب مبنى الهلال الأحمر. ونشر المركز الإعلامي صورا لجثث العديد من الجهاديين على أرض المعركة. وسيطرت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في أعقاب هجوم شنته صباح أمس الأول على كامل الحي الرقم 2 في سرت، وهو أحد ثلاثة أحياء يتحصن فيها إرهابيو تنظيم «داعش» في مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي.