سارة (مطر) هل تتذكرين اللحظة التي أيقنت فيها - أو منها - أن كلماتك سوف (تهطل)؟ - طبعاً أذكر، منذ بدأت في تعلم القراءة وعرفت ما سأكون عليه مستقبلاً، كنت متأكدة أنني سأصبح كاتبة وروائية. طيب حينما تمطر السماء أيهما أشد سعادة الغيمة التي (روت) أم الأرض التي (ارتوت)؟ - بالنسبة لي الغيمة التي روت، أنت لا تتخيل كيف يصبح لون جلدي، كيف أتحول إلى فراشة ما أن أنتهي من كتابة نص أو مقال، شيئاً ما يتغير في روحي. الغيمُ حزامٌ على خصر السماء وكلَّما حَلَّتِ السماءُ حزامَها، هَطَلَ المطرُ. هل توافقين من يقول ذلك؟ - الله.. الله، لم أقرأ وصفاً مبدعاً مثل هذا الوصف، ياليته قد كتب بي، أظنه يليق بكل مبدع في أي مجال، العالم مليء بالمبدعين ومفرطي الجمال. بعد أن أنجب (فكرك) قبيلة تدعى سارة كيف هو حال (المولود الأخير)؟ - بخير ويسلم عليك. الأخير رائع، أحبه جداً «..إنما أنت حبيبها»، ربما لأنني كتبته إبان خوضي تجربة جميلة في حياتي للأخير رائع، لكن لاحظت أن الطبعات الأولى قد شابها بعض الأخطاء، لكني سأتداركها في الطبعات الأخرى. لكنني أحب جداً كتاب «..إنما أنت حبيبها»، أكثر من الكتب التي سبقته، ربما لأنني كتبته أبان خوضي لتجربة جميلة في حياتي. عندما سألك أحدهم: عن رواية (أنا سنية وأنت شيعي) قلت: (أجزم) أني تفهمت مشاعر الشبان و(أجزم) أني سعيت لمعالجة قضاياهم العاطفية والنفسية. من أين تستمدين هذه الثقة؟ - مشكلتي التي أعانيها مع الآخرين، هي ثقتي المفرطة بنفسي، حينما أكتب مقالاً أدرك تماماً أنه سيعجب الفتيات أكثر من الشبان، وهكذا دواليك، بدأت أكبر، بدأت أنضج، بدأت أدرك كيف يفكر الشباب في مجتمعي، أدرك ماذا يريدون، وماذا يرغبون فيه، لكنني لا أفعل كل ما يريدونه، إنما أقوم بكل ما أفكر به وأشعر بأنه سيكون لائقاً بي. تقولين: حينما أخبرني الرقيب في السعودية أنه لن يسمح لكتابي بالتوزيع في وطني، (غصيت) بدموعي؟ بينما يقول أحدهم: لا أعرف طريقةً هي أجدى في الترويجِ لكتابٍ من أن يُمنَعَ من العرض.. لماذا هذه (الغصة)؟ - لكل شخص طريقته في التسويق، بالنسبة لي، أنا أكتب كي يقرأني الآخرون، لا أن تمنع كتبي من البيع في وطني. في مقالك (أنا البدوية دون خوف) تقولين ماذا تظن حينما تأتي بسيرة المغرب ونساء المغرب أمامي؟ - هل تظن أنني سأحجز على أقرب طائرة متجهة إلى لبنان أو باريس، وأدفع كل ثروتي في عمل المستحيل لعلاج بعض النتوء في ملامح وجهي، ونفخ شفاهي، وتلوين ركبتي باللون الأبيض، وتساءل كثير من القراء ماذا تقصد؟ - لا أظن أحداً يمكنه أن يتساءل بعد هذا المقال، كنت واضحة جداً. على طاري (الركب السود) برأيك لماذا بدا الناس يتداولون الكلمات الساخرة بشأن البنت السعودية؟ - ويتداولون أيضاً حكاية «أبو سروال وفانيلة» !! بعد مقالك (المبتعثون وقميص بولو) اتهموك. با(التسطيح). لماذا الاختلاف في الرأي مزعج هذه الأيام؟ - الحقيقة دائماً مزعجة. في مقالك (عربية «حرة» لا تخاف الحب) لماذا اتهمت الرجل العربي بأنه لا يعرف (الحب)؟ - في مقالي كنت أعيش تجربة صاعقة، هذه التجربة خنقتني وجعلتني اكتشف أن الرجل العربي فعلاً لا يفهم في قواعد العشق الأربعين. بين من يقول: (الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها، لاخترعناه) ومن يقول: (بلاحب بلا وجع قلب وش جانا من ورى هالحب...) بوصلة قلبك إلى أين تتجه؟ - أنا غارقة في الحب، من قال إن الحب فقط أن تحب امرأة رجلاً أو العكس. لقد علمت نفسي أن أحب كل شيء، أنت لا تتصور كمية الحب في قلبي، إني أحب كل شيء يحيط بقبيلتي، أنني حتى أعشق ملابس أمي، أثواب أبي، عطورهما المفضلة، أحب أبناء أخوتي جداً، أحب صديقاتي، بل إنني أحياناً أحبهن أكثر من نفسي، أحب عملي، وطاولة المكتب، وكوب قهوتي، كل شيء في حياتي قابل للحب. يقول عبده خال: الفكرة كقطرة الماء إذا سقطت في أرض صلدة تحتار أين تذهب وبعد حيرتها تتشتت، هل بنظرك هذا صحيح؟ - خال روائي رائع جداً، ربما كتب هذه العبارة وهو «حيران». طيب (فكرة) مقالك كيف تصطادينها؟ - لا أعرف كيف، ولكنني أعرف أن رأسي مشغول بأفكار كثيرة جداً، لذا فأنا أجد في كتابة المقال ملاذاً وخلاصاً لأفكاري. لا أعرف كيف اصطاد الفكرة، لكن أعرف أنني وفي اللحظة التي أطرق فيها الكيبورد لأجاوب عن أسئلتك، ثمة أفكار تود أن تخرج من رأسي الآن. أنا شخص مشغول بالعالم وبنفسه، لذا فالأفكار تندفع أمامي دوماً بشكل سريع وسهل. عندما سئلت أحلام مستغانمي متى تشعرين بحالة (الصرع) الإبداعية قالت:(في بداية الحب… عندما يولد الحب… في صاعقة الحب الأولى وفي نهايتها طبعاً) أنتِ متى تشعرين بها؟ - حينما أكون سعيدة جداً، أشعر بأنه يمكنني أن أقوم بتأليف عشرة كتب. على (فكرة) هناك من قال عنك إنك أحلام مستغانمي السعودية، تعليقك؟ - طرت من الفرحة عندما سمعت هذا التشبيه من فتيات قارئات رائعات. تقول غادة السمان أذهب للكتابة كطفل يسير في غابة الدهشة، لا كعضو في المجمع الأدبي. أنت كيف تذهبين؟ - الكتابة بالنسبة لي حقل أخضر بهي. ما الحلم الذي يرتبط بالسعادة لديك؟ - أن يكون الآخرون بخير.. نشوة ( الغرور) متى تكتسحك؟ - أنا بطبيعتي مغرورة، لكن هذه الصفة أطمسها طمساً. نشوة (الاستمتاع) متى تشعرين بها؟ - حينما أرفع يدي انتهاء من نص أو كتابة مقال. يتجهم وجهك، تحبسين أنفاسك، (يرتفع ضغطك) متى؟ - عندما أرد على المشاغبين و(المدرعمين) في تويتر. أفضل مزايا الرجل في نظرك؟ - قدرته الفذة على النقاش واحترام الرأي الآخر. ما مقياس الإنسان الناجح لديك؟ - هل هناك مقياس؟ كلنا ناجحون بطرقنا الخاصة. كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوماً ونبقى رفيقين دوماً.. قالها درويش أنت ماذا تقولين؟ - لا أقول شيئاً.. درويش يكتب شعراً جميلاً، ولا أجد إجابة خيراً من الصمت. ماذا تقولين لهؤلاء في رسائل قصيرة؟ أو عنهم؟ - سمر المقرن: - أعرف سمر شكلاً ولم أقرأ لها لذا لا أعرف ماذا أقول لها. - نوال الهوساوي: -أحب ثراءك اللغوي، وفكرك الآخاذ. فواز عزيز: أغار من فواز لأنه أكثر الناس جمالاً في هذا الكون. طموحك يستدرجك.. إلى أين؟ - إلى الأفق الكبير الواسع، فأنا فتاة طموحة جداً. ما الهدف الذي فشلت في تحقيقه؟ - أكيد أن أكون زوجة أو أماً، هو ليس فشلاً، ربما يمكن أن نقول إنه فشل اختياري، لم أكن أبداً مهمومة أو مشغولة بأمر الزواج. ما أجمل ماسمعته من الشعر الشعبي؟ - أحب جداً الشاعر فهد المساعد. والفصحى؟ - المتنبي. يقال كل ممنوع مرغوب فما الممنوع الذي ترغبينه؟ - أسئلتك مجنونة جداً في حياتي الشخصية أنا متحفظة، الجرأة فقط في الكتابة. ربما في مراهقتي كنت أتمنى أنني حينما أعيش تجربة عاطفية، أن أخبر عائلتي بها. لو علمت بأن الكتابة تعب – فهل ستبحرين على مراكبها؟ - لا.. لأي مثقفينا تصفقين دوماً؟ - أعشق الأستاذ أحمد التيهاني وأبو دهمان.. هذان الأحمدان يأسران قلبي. ومن هي الكاتبة التي تستحق لقب مبدعة بنظرك؟ - حليمة مظفر وبدرية البشر. ومن الكاتبة التي أخذت أكبر من حجمها؟ بنظرك أيضاً؟ - أنا، أعتقد أنني أخذت أكبر من حجمي. ماذا بقي لك في (حقيبة) الأماني؟ - عمر الأماني ما تنتهي.. فتّش عن المُلهم في حياتك.. أنت في أمسّ الحاجة إلى ملهم.! لمن توجهين هذا الكلام؟ - ما أدري، ليه تتوقع أنني مشغولة بالآخرين، أنت تريد توريطي! ما الذي ينقصك الآن؟ - لا شيء أبداً «الحمد لله».. ما الذي يشغلك الآن؟ - أن أقلل من سفري، وأن استثمر أموالي، وأن تكون أسرتي بخير. ما هي (الحماقة) التي ندمت على اقترافها؟ - حماقاتي كثيرة جداً. ما الذي لا يعرفه الناس عنك؟ - إنني عصبية جداً ومن الممكن أن أشتم، وفي ذات الوقت قلبي طيب. كما أن لدي قدرة كبيرة على الصفح والمسامحة. من أجمل من قابلت في حياتك؟ - رجل اسمه هاني. ما (أبشع) كلمة قيلت لك؟ - لا أتذكر إلا الكلام الطيب. متى تجدين نفسك راغبة في العزلة؟ - دوماً.. سؤال بلارتوش لماذا تكرهين عيد ميلادك.؟ - لأن البعض ينساه، فأتألم. ما السؤال الذي تمنيت أن أسالك إياه؟ - كيف وصلتِ إلى ما أنتِ عليه؟ طيب هذا إغلاق الخمسين ضعي تحته ما ترين؟ - أود أن أقول للذين يشترون كتبي، إذا لم تعجبهم فلا يتخيلوا أن كل شيء في الحياة قادر على أن يبهجنا.