حازم الخليل لم أكن أتصور أن أجد أحداً من الشباب السعودي يمكن أن يستغل يتيماً من أجل مصلحة شخصية، فمثل هذا السلوك يتنافى مع ما نسمعه ونلمسه دائماً عن أخلاقيات الشباب السعودي خاصة مع اليتامى. حقا هي مفاجأة كانت بالنسبة لي مما جعلني في حالة ذهول.. هل يعقل أن يستغل إنسان بمعنى الإنسانية يتيماً لمصالحه الشخصية؟.. هذا ما اكتشفته أثناء زياراتي لمكتب هيئة الإغاثة الذي دائما ما أقصده للجلوس والحديث مع صديقي الذي يعمل هناك. ولكن ذلك بالتأكيد هو موقف فردي لا يمثل الشباب السـعودي بحال من الأحوال. ففي كل لحظة تتجلى أمامي مواقف تؤكد أخلاق الشاب الســعودي ومختلف الفئات، ونعم الأخلاق هي.. شباب يحرصون شهرياً على اقتطاع جزء من رواتبهم لتكون لهم حصنا وسـندا يوم لا ينفع مال ولا بنون، يقتطعون من أموالهم لكفالة يتيم وهذا هو الاستغلال الأمثل والنافع لليتامى لمصالح الإنسـان الدنيوية والأخروية، ففي كفالة اليتيم خير كثير الذي يجنيه ذلك الكافل في الدنيـا قبل الآخرة، والآيات القرآنية والأحاديث في ذلك كثيرة ولعل منها قوله تعالى «وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيما» وقال «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورا» ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشـر بيوت المســـلمين بيت فيه يتيم يساء إليه»، و«أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى». وكثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي دلت وحثت المسلم على العناية بالأيتام ورعايتهم والإحسان إليهم. وهذا هو سر توفيق الله وبركته في المال لكافل اليتيم نفع الله البلاد والعباد بهذه الخصال وهدى سائر الشباب لاغتنام هذا الخير الكبير قليل المال كثير الأجر..