نادية الفواز- سبق- أبها: أوضح استشاري الأمراض الجلدية، رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى عسير المركزي الدكتور ظافر محمد حافظ لـسبق، أن هناك إقبالاً شديداً من السيدات على استخدام مادة الجلوتاثيون، وهي عبارة عن إبر أو أقراص، مبيناً أن نسبة 50% من مراجِعات العيادات التجميلية يتَّجهن للبحث عن تبييض البشرة، مؤكداً وجود أضرار لهذه المواد عند تجاوز التركيز للمستويات الموصى بها طبياً، وخاصة المواد التي يدخل في تركيبها الكورتيزون، مما يؤدي إلى مضار على البشرة والجسم. وقال الدكتور حافظ: إنه لا يكاد يمر موعد عيادة دون أن يصلني استفسار عن حقن وحبوب الجلوتاثيون، ودورها بتفتيح وتوحيد لون الجلد، وذلك يعود لانتشار الدعاية لذلك في الإنترنت وعن طريق أشخاص مجهولي الهوية، ورغبة بعض الفتيات ونادراً الشباب لتغيير لون الجلد أو سعياً لتوحيد لون جلد الجسم، وسأحاول بطريقة بسيطة شرح ما هو الجلوتاثيون، وما هي استخداماته وأضراره وهل فعلاً يعمل على تبييض لون الجلد وتوحيده أم لا. واضاف حافظ: بداية يجب علينا معرفة ما هو المحدد للون جلد شخص عن الآخر وهو أمر وراثي بالدرجة الأولى، ويعزى ذلك لعدد وحجم ومستوى نشاط الخلايا الصبغية بالجلد التي تفرز مادة الميلانين بالجلد، وهي المادة التي تعطي الجلد لونه، وإفراز مادة الميلانين، يمر خلال عدة خطوات تحت تأثير عدة إنزيمات ومؤثرات أهمها إنزيم التايروسينيز. وتابع رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى عسير: إن الجلوتاثيون هو مضاد قوي للأكسدة بالجسم وينتج في الكبد، ويتكوَّن من ثلاثة أحماض أمينية تدخل في تركيبه، وهي حمض الجلوتاميت والسيستيين والجلايسين، حيث يعمل الجلوتاثيون كمضاد للأكسدة، كما يُستخدم في علاج الضعف العام ولمرضى الكبد ونقص المناعة والسرطان. وأفاد الدكتور حافظ: ويفرز الجلوتاثيون بمعدل طبيعي بالجسم ما بين سن 30 إلى 50 سنة وبعد ذلك قد يقل بنسبة 1% عن كل سنة عمرية، ويقل بالجسم نتيجة بعض الأدوية والمركبات المؤذية للكبد وبعض أمراض الالتهابات وتلوث الأغذية والبيئة المحيطة والتعرض المفرط للإشعاعات والسموم التي يتعرض لها الجسم من مصادر مختلفة والحروق والعمليات الجراحية. وذكر رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى عسير، أن الجلوتاثيون تُعتبر مواد طبيعية ولذلك يتم فقط مراقبتها من قبل الهيئة ولا يتم اشتراط موافقة الهيئة عليها للتداول، ولذلك هو منتج آمن ويُستخدم من قبل أطباء التغذية والباطنة والكبد والمخ والأعصاب، وكلمة آمن هنا معناه استخدامه في الأمراض المخصص لها فقط. أما دور الجلوتاثيون في تبييض وتوحيد لون الجسم فأوضح أنه لا يوجد هناك أي أبحاث علمية معتبرة على دوره في تبييض البشرة، ولا توجد أي تقارير عن الأعراض الجانبية التي من الممكن أن يُسببها تناول الإبر والحقن لفترات طويلة وبجرعات كبيرة. وعن أضرار الجلوتاثيون أفاد الدكتور حافظ بأنه عبارة عن مادة آمنة، ولكن هناك تحفظ على طريقة التصنيع والجرعة وبلد التصنيع، ونظراً لعدم وجود أبحاث في هذا الشأن كثيرة وعدم وضوح ذلك فيكون هنا الخطورة من استخدام إبر وحقن الجلوتاثيون في غير غرضها الذي تُستخدم من أجله وخاصة كميات كبيرة منها قد تسبب مشاكل لا يعرفها أحد ولمدد طويلة، وهناك أنواع منتشرة بالسوق والاختلاف يكون في نوعية وجودة المنتج طبقاً للشركات أكثر منها للدول، وحسب خبرة الطبيب وسمعة شركة الأدوية، ومما سبق يتضح أن مركب الجلوتاثيون مادة طبيعية آمنة لها استخداماتها الطبية ودورها في تبييض الجلد عملياً معدوم. وختم رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى عسير، حديثه قائلاً إن الطريقة الصحيحة لتبييض لون الجلد هو اللجوء لطبيب الجلد المختص لوجود كريمات ومقشرات مثبت علمياً دورها بتبييض الجلد بشكل آمن مثل مادة الهايدروكوينون، والمقشرات من أحماض فواكه وكريم التريتنوين حسب تراكيز وفترات مختلفة يحددها طبيب الجلدية.