×
محافظة حائل

الواكد إلى رحمة الله

صورة الخبر

السؤال الذي يتبادر لذهني كلما رأيت هذه السيدة هو "ما هو سر تميزها؟". حين تكون بجانبها أو تدخل في حوار معها تجد كمية من الصفاء والنقاء والإيجابية تخرج بعد أي حديث معها وأنت متألق أو مرتاح، وهذه الأحاديث ليست بشكاوى تذمرية أو تلك المحاطة بأسئلة مثل "ماذا تفعل لو كنت مكاني؟" أو تلك المزينة بانتقادات لا تنتهي، بل هي أحاديث مختلفة متنوعة، عن كتاب عن مقال عن برنامج تلفزيوني عن فيلم عن لوحة عن حكاية عن حادثة عن مشهد مر بها عن تصرف رأته. وحتى وإن كان ما تصفه سوداويا إلى حد ما أو معكرا للمزاج فإن لها قدرة على نقل الحادثة أو الخبر بطريقة تتحكم في ردة فعلك وتبعدها عن التشنج. لا أتحدث عن شخصية أسطورية ولا عن شخصية متكلفة لكنها شخصية أطمح أن أملك بعضا من قدراتها في التعامل الذكي مع كل ما حولها، فذكاء هذه السيدة ليس ذكاء علميا أو عمليا فقط بل لديها أيضا ذكاء اجتماعي وعاطفي إن صحت التسمية. شخصية مثل هذه تجعلني أفكر في التجارب التي مرت بها وكونت مهارتها، وأيضا تجعلني أتأمل في قدراتها والتي من أهمها الوعي الكامل بكل ما يحيط بها، لن أحصر الوعي هنا بقوة الملاحظة فقط بل أتوقع أنه يشمل القدرة الاستيعابية لكل ما يحدث حولها. فالفكرة الأساسية هنا أن تتوقف وتحلل ما يحدث وتحاول أن تفهمه، أن لا تسبق ردود أفعالك أفكارك، أن تبتعد عن سوء الظن الذي يمنعك من التفكير بحيادية، أن تبحث عن التفسير لا التبرير ولا الاتهام أن تعرف أنك لا تمثل السقف الأخلاقي ولا العلمي ولا الاجتماعي، أن توقن أن هناك لديك الكثير لتتعلمه من الآخرين قبل أن تحاول أن تعلمهم. هذه السيدة تمارس الحرية بلا حدود فقد دربت عقلها على استعياب كل ما حولها وتقبله، لذلك هي تعيش حالة صفاء ذهني وسلام مع كل شيء حولها بما فيه نفسها. لا أدري كم منا يملك هذه القدرات الشخصية على التعايش والتعامل الذكي مع العالم الذي يحيط به؟ ولا أعرف إن كنتم تتفقون معي في تميز هذه الشخصية..