×
محافظة المنطقة الشرقية

محلي ينبع يوصي بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة نقص المياه

صورة الخبر

قد يبدو للبعض أن التصويت الذي حدث في البرلمان البريطاني قبل ايام بخصوص الضربة العسكرية الغربية للنظام السوري هو تصويت عادي او اختلاف بالرأي بين الحكومة والبرلمان ولكنه في الحقيقة نقطة تاريخية فارقة ودليل كبير على اختفاء النفوذ البريطاني حول العالم! فقد جعل من بريطانيا دولة عادية لا تؤثر في العالم ما يعني ان تاريخ تصويت البرلمان اصبح هو التاريخ الرسمي لسقوط الامبراطورية البريطانية التي دامت مئات السنين ! ليست هناك مبالغة فيما اقول ودون شك ان حلفاء بريطانيا حول العالم وبما فيهم امريكا اصبحوا ينظرون لبريطانيا نظرة مختلفة ! فمن الذي يريد حليفا منكفا على نفسه ؟! قد لا يظهرون ذلك علنا الان لكنهم حتما سيفكرون فيه جديا! هذا يعني ايضا تاثير ذلك سيمتد على الصناعات والمبيعات البريطانية حول العالم لانه في العرف السياسي فانك عندما تشتري منتجا من دولة فانك تبحث عن النفوذ السياسي واقامة تحالف معها ولكن عندما يكون هذا الحليف غير فعال ومتردد فانك تبحث عن غيره وهذا ربما هو سبب فشل بيع بريطانيا لطائراتها الحربية في 3 مناقصات  مختلفة هي سنغافورة واليابان وكوريا فكل الدول تبحث عن حليف موثوق بالازمات! لذلك تفضل الحليف المضمون الذي قد يتدخل بالازمات ! طبعا النفوذ البريطاني في الشرق الاوسط  سيضمحل او يختفي لان كثيرا من الدول ستعيد حساباتها وستقول (اذا لم تتدخل بريطانيا بموضوع انساني واضح جدا ويستحق الرد لان فيه جريمة شنعاء ضد الانسانية  كسورية فمتى ستتدخل ؟!) وما هي فائدة التحالف معها ما لم تساعد وقت الازمات ! طبعا يتحمل هذا الفشل الذريع في السياسة الخارجية كلا الطرفين الحكومة والمعارضة ! الحكومة تتحمل جزءا كبيرا من الفشل لانها قامت بخطوة غير ملزمة بها قانونا ودون ان تتأكد من امكانية حصولها على الغالبية بالتصويت فوضعت نفسها في موضع ضعيف جدا ومحرج بعد ظهور النتيجة ! خصوصا ان 30 عضوا من اعضاء حزب الحكومة صوتوا ضدها! وهذا دليل اخر على ضعف الحكومة . اما المعارضة فكانت غريبة الاطوار فكيف تريد ادلة اوضح مما قدم ! الا اذا ارادوا ان يظهر بشار بنفسه ويقول إنه هاجم المدنيين ! وتطالب بمجلس الامن وهي تعرف انه معطل من سنتين بالفيتو الروسي - الصيني ! ولا استغرب اي تصرفات من قائد المعارضة ميليبند الذي نافس ودمر مستقبل اخيه السياسي لكي يحصل على مقعد الرئاسة بالحزب !. لسنا هنا نتكلم عن حاجة التحالف لبريطانيا فامريكا قادرة وحدها على محاربة سورية وتدمير ما تريد في ايام! ولكن نتكلم عن حاجة بريطانيا لهذا التحالف . لكي تملك اي دولة نفوذا فيجب توفر عدة عوامل! من اهمها القوة عسكرية والقوة الاقتصادية  وبريطانيا حاليا لا تملك حتى حاملة طائرات كما السابق ! ووضعها الاقتصادي حرج وكانت تعتمد على نفوذها وارثها التاريخي الذي سقط بتصويت البرلمان . اكتب هذا المقال قبل الضربة الامريكية لسورية والتي لا نعلم اإن كانت ستحصل بسبب تردد الادارة الامريكية . ما زالت كل احداث العالم الحالي تشير وتؤكد نظرية مدرسة (الواقعية الجديدة ) ان العالم عبارة عن فوضى وكل يساعد نفسه  بنفسه ولا يهم لا حقوق انسان ولا غيره. وكان الغربيين وخصوصا الاوربيين يهاجمون مدرستنا ويقولون اننا ننظر للعالم نظرة سوداوية والان ها هم يرون كل نظرياتهم عن الديمقراطية  وحقوق الانسان وهرائها تتساقط ! ولو كان استاذنا المؤسس كينيث ولتز الذي توفي قبل اشهر حيا لعرف العالم ان ما كان يقول به هو الحقيقة وأن الغرب يأكل  نظريته الديمقراطية في اول مناسبة عندما يتعلق الموضوع بحقوق الآخرين ..