مع تحضير الخارجية الإيرانية لزيارة وزيرها محمد جواد ظريف إلى 5 دول لاتينية، هي كوبا والإكوادور ونيكاراغوا وبوليفيا وتشيلي في الأيام المقبلة، تفتح «الشرق الأوسط» ملف تورط النظام الإيراني في أميركا الجنوبية، وسط تحذيرات مما يمثله هذا التورط من تهديد لسلام القارة. ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن إيران استخدمت دول أميركا الجنوبية، وبخاصة عبر تكتل «الألبا» لتعميق الخلاف الأميركي – اللاتيني، وذلك عن طريق مشروعها ونشر فكرها بالتعاون مع الفكر الثوري البوليفاري الفنزويلي. وتقوم علاقة المصالح بين فنزويلا وإيران عبر وجهات نظر معادية للغرب، وعمقت شبكة العلاقات الإيرانية اللاتينية للبحث عن حلفاء مثل بوليفيا التي استطاعت إيران المرور إليها عبر بوابة فنزويلا والإكوادور ونيكاراغوا وكوبا. وبدأ الاهتمام الإيراني بدولة بوليفيا منذ عام 2007، وتحديدا بعد زيارة رئيسها السابق محمود أحمدي نجاد إليها. لكن التعامل الإيراني بسخاء شديد مع بوليفيا أثار الشكوك، فقد قدمت ساعتها طهران مساعدات بنحو مليار ونصف مليار دولار لتنمية مشروعات البنية التحتية والتجارة، كما طلبت بوليفيا مزيدا من المساعدات في مجال النفط والاستثمار في قطاع منتجات النفط والتعدين، وكانت المفاجأة التعدين في مجال استخراج اليورانيوم والليثيوم، وهو ما حاولت أن تكذبه الحكومة البوليفية. لكن النهم الإيراني للوصول لمصادر اليورانيوم، وهو المطلوب في برنامجها النووي، وجد في بوليفيا دولة استراتيجية لدرجة أن الرئيس البوليفي قال إن التحالف البوليفي - الإيراني هو استراتيجي.