نصحني مشرفي الدراسي في مرحلة الدكتوراه البروفيسور، بن لايت، في أول لقاء جمعنا أن أبحث عن أصدقاء خفيفي الظل ليساعدوني على هذه المرحلة. ما زلت أتذكر كلامه جيدا. قال: "دراستك الحالية زاخرة بالتحديات، لن يهونها عليك سوى أسرة داعمة وصديق خفيف الظل". قلت له: "لا جدال في موضوع العائلة. لكن ما علاقة الشخص المرح بالموضوع؟". فأجابني: "أنت تحتاج إلى الضحك. جسدك ودماغك وروحك ينتظرون منك كثيرا من هرمون الأندورفين". صمت وانتقلت إلى موضوع آخر في الحوار. فلم أرغب في استكماله فيكتشف أن طالبه الجديد لا يفقه في الأندورفين ويأخذ عني انطباعا سلبيا مبكرا. لكن فور أن خرجت من مكتبه وقبل أن أصل إلى موقف الحافلة التي ستقلني إلى الحي الذي كنت أقطن فيه هرعت إلى صديقنا (جوجل) لأقرأ سيرة الأندورفين. فاكتشفت أنه هرمون يمدك بالسعادة والاسترخاء ومن أهم مصادره الضحك. ويطلق عليه هرمون السعادة. يا أصدقائي، الضحك ليس مهما للدراسة فحسب، بل مهما لصحتنا وحياتنا بشكل عام. وهنا سأورد بعض إيجابيات الضحك: 1 - يعزز جهازك المناعي. 2 - يخفض هرمونات التوتر. 3 - يقلل من الألم. 4 - يحسن المزاج. 5 - يسهل من ارتخاء العضلات. 6 - يحميك من الاكتئاب 7 - يحسن وظيفة الأوعية الدموية ويزيد من تدفق الدم، التي يمكن أن تساعد على حمايتك من نوبة قلبية. وربما ستتساءل كيف أضحك يا عبدالله وأنا محاصر بالخيبات والآلام والديون. شخصيا جربت في خيباتي العديدة تقنيتين. التقنية الأولى الانكفاء والانعزال والأخرى الخروج والمشاركة. اكتشفت أنه كلما خرجت وتقاسمت مع زملائي اللحظة خفتت أحزاني بعد توفيق الله- سبحانه وتعالى. لا تعتقد أن الوحدة هي الحل. ربما تزيد من أوجاعك إذا تجرعتها طويلا. ابحث عما يسعدك ويضحكك؛ لتخرج من أزماتك وتتعاطى معها بهدوء وواقعية. ولا يحتاج الضحك إلى كثير من الجهد والعمل للحصول عليه، هناك أشياء بديهية قد تغمرك بالضحك أو على الأقل بالابتسامات مثل: 1 - اللعب مع الأطفال: اللعب أو الاستماع إليهم سيملؤنا فرحا وضحكا. 2 - اسخر من نفسك. تذكر المواقف المضحكة التي قمت بها مبكرا. استعدها فستمدك بضحكات لا تتوقف. 3 - ضع خلفية مضحكة على شاشة جوالك أو جهازك في العمل سترسم على وجهك ابتسامة وتكسر الرتابة. 4 - ضع صورة ظريفة لطفلك أو شقيقك على طاولة مكتبك في المنزل أو العمل. ستبتسم كلما رأيتها. 5 - ضع رسمة بلا معنى رسمها طفلك الصغير أو أختك الصغيرة على جدار مكتبك. ستفتح هذه الرسمة حوارا باسما مع زملائك. سترطب الأجواء الجافة وتدفع الأندورفين للخروج والتدفق وشعورك بالسعادة التي تحتاج إليها ونحتاج إليها.