×
محافظة المدينة المنورة

"الغامدي": لـ "سبق": طفل خيبر وشقيقتاه يتلقون العلاج ولم نسلمهم لأحد

صورة الخبر

إعداد: قرشي عبدون وصف الشاعر البريطاني، اللورد بايرون، وهو أحد رواد الشعر الرومانسي، سواحل الجبل الأسود بأجمل التحام بين البر والبحر في العالم، فمن غير المفاجئ أن ينجذب السياح إلى شواطئها الشقراء المزدانة بقرى الصيد، والمراسي الجذابة والمدن القديمة التي تئن، ولكن بالمضي في هذا الدرب تكتشف الموروث المذهل للجبل الأسود في السفر عبر البحر، من أماكن الصيادين الفينيسيين وحكايات القرصنة في العهد العثماني، إلى مهرجانات الصيف التي يحتفل فيها السكان المحليون بعلاقتهم مع البحر. بمتابعة الإبحار قبالة الساحل من خليج بوكا كوتورسكا إلى السينج بشاطئها الجنوبي المزدان بأشهر المساجد، تتكشف في طريقك القرى الأصيلة التي تحيط بها الفلل المبنية من الحجارة، مع قوارب الصيد الصغيرة التي ترقص على مهل على الشاطئ، وحسب ما أكدتها معدلات النمو في قطاع السياحة مؤخراً، تقدم هذه المنطقة البحرية التاريخية للسياح كل ما يجتاحون إليه من طعام وخلافه على نحو ليس له مثيل، وفوق كل هذا ما زالت المنطقة تحافظ على قلاعها وكنائسها التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، فضلاً عن قصورها الباروكية، ومتاحفها المملوءة بالآثار البحرية والأساطير التي تعود إلى عهود الحكم الأجنبي. براست: عاصمة الحياة البحرية كانت هذه المدينة الصخرية المبنية من الصخور في الماضي عاصمة للسفر عبر البحر على امتداد البحر الأدريارتيكي، حيث يقف 19 من قصورها الباروكية شاهداً على سابق عهدها المزدهر، خاصة خلال القرن السابع عشر والثامن عشر. فقصرا برونزا وكلوفيك يتميزان بواجهات مائية وديعة ومحببة إلى نفوس السياح، حيث بنيا بواسطة عائلات البحارة الأثرياء والتجار، ويضم قصر بوجوفيك حالياً متحف براست للحياة البحرية. ولكن ما تزال سمعة مدينة براست تملأ الآفاق في العالم، حيث يوجد بها كنيستان رائعتان، وهما: كنيسة الراهب البنديكيتي دوردي سوفيتي القس جورج التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وكنيسة غوسبا اود اسكربغيلا ويقصد بها (لدينا سيدة من الصخور) التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، ويعتقد بأن الأخيرة بنيت من قبل السكان المحليين الذين كانوا يخزنون الحجارة حول صخرة كان يعتقد بأنها المكان الذي ظهرت فيه مريم العذراء وطفلها - فالقوارب تنقل السياح مراراً وتكراراً من كل أنحاء الشاطئ إلى هذا المكان. مهرجان فاسينادا حول حضور مهرجان فاسينادا الذي يقام بتاريخ 22 يوليو/تموز من كل عام، يصطف أهالي براست بقواربهم في شكل موكب لرمي الحجارة داخل البحر بالقرب من كنيسة غوسبا اود اسكربغيلا (كنيسة مريم العذراء)، ورمزياً تعني هذه الطقوس إلى التعزيز، وتتبع الموكب سلسلة من الزوارق البحرية، محتفلة بتاريخ الحياة البحرية لمدينة براست، فإذا شممت رائحة حلوة في الهواء، فذلك ربما قد يكون رائحة الحلوى المقلية التقليدية التي تعرف باسم البوبي، أو قد تكون كعكة اللوز التي تستحق قضمة كبيرة. كان البحر الأدريارتيكي داعماً لازدهار خليج بوكا كوتورسكا، حيث لا يزال العديد من السكان المحليين يعيشون على البحر، من الصيادين المهرة إلى ربان السفن السياحية، ففي أشهر الصيف تقدم الشركات الصغيرة جميع أنواع مغامرات الرياضة المائية، حيث يمكن للسياح التزلج على الألواح المائية، أو التجديف، أو استئجار قارب أو الانضمام إلى رحلة بحرية على متن زورق، افعل ما شئت، فالخيار لك. مدينة كوتورسكا القديمة المسورة تعد مدينة كوتور مسرحاً للكنائس المتهدمة والأبنية الفينيسية المثيرة، ببحارتها الأثرياء الذين يقطنون على طول الشريط الساحلي، فلما سيطرت فينيس على كوتور من عام 1420 إلى 1797، ازدهرت خدمات الشحن والتجارة البحرية التي جعلت مكانتها عالية ورفيعة. أضف أيضاً إلى متحف مونتينغرو للحياة البحرية، القابع داخل قصر يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر بمدينة كتور القديمة وتشرف عليه منظمة اليونيسكو، حيث تملأ الأدوات البحرية، واللوحات، والأسلحة المزخرفة، ونماذج السفن، صالات هذا المتحف الشامل على ساحل البحر الأدريارتيكي، ويقبع المتحف تحديداً في ساحة بوكا البحرية، حيث أنشئ من قبل نادي رجال الحياة البحرية لمدينة بوكا، الذي كان أميراله الشرفي، الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو. فهذا النادي يرجع له فضل الحفاظ على المقتنيات والتقاليد القديمة، حيث يتم إبرازها على الوجه الأكمل خلال احتفالات يوم بوكا البحري التي تقام يوم 26 يونيو/حزيران من كل عام، فالتقليد المتبع هو أن البحارة الذين يرتدون ملابسهم الرسمية هم من يتسلمون الأعلام ومفاتيح كوتور، بعد تأديتهم رقصات معينة، فهذه العادات تعود إلى عام 1420، عندما كان البحارة من آسيا الصغرى يرقصون أمام قديس كوتور، القس تريفان. كما يعد تقديم عينات من المأكولات البحرية جزءاً أساسياً من الرحلة على طول الطريق الساحلي، فمطعم غاليون في مدينة كوتور يقدم مأكولات بحرية راقية على متن عوامة، وفي أستاري ميلني الوادعة، التي يوجد بها طاحونة هوائية عمرها 300 عام خارج مدينة كوتور على حافة الخليج، تركز قائمة الطعام في مطاعمها على الأسماك والمأكولات البحرية المنتقاة من قبل الصيادين المحليين. أولسنج.. مخبأ القراصنة القديم كان العثمانيون يسيطرون على المدينة الجنوبية لأولسنج بشكل مطلق، مما يضفي عليها اليوم طابعاً شرقياً، على العكس تماماً من بوكا المتأثرة بالثقافة الفينيسية، فقد اكتسبت أولسنج شهرتها لكونها كان مخبأ للقراصنة القدماء، حيث لديها حكايات تصلح لتفجيرها كأفلام في سينما هوليوود، فاليوم المدينة مثقلة بموروث الحياة البحرية، وتشكل الجالية الألبانية أغلب سكانها. بحضوره الطاغي على منظر المدينة يقف مسجد البحارة (قديماً كان يعرف ببيت النور) كإحياء لذكرى بحارة أولسنج بإطلالته البحرية البديعة، ويعتقد بأن المسجد بنيَّ من قبل المغاربة في القرن الرابع عشر ليكون دار عبادة لتجارهم، الذين كانوا يعملون بالتجارة على ساحل البحر الأدريارتيكي. تضم أولسنج بعض أجمل شواطئ الجبل الأسود، بما في ذلك، منارات المساجد الشاهقة جميعها، ويعد الصيد في أعماق البحر من العادات الشعبية، بينما هواة الغطس يسعدهم الغوص في أماكن حطام السفن القديمة، التي تحطمت في زمن القراصنة، فشيوع ظاهرة القرصنة في العهد العثماني قاد إلى ازدهار تجارة الرقيق في كل أنحاء المدينة، مع وجود ساحة كبيرة كانت بمثابة سوق رئيسية للنخاسة. تيفات.. ملعب اليخوت الفارهة ثاني أكبر مدينة في جمهورية الجبل الأسود، وهي مدينة ساحلية تطل على بحر ايجه وهي منطقة سياحية خلابة تستقطب الآلاف من السياح كل عام، وتحتوي على ثاني أكبر مطار بالبلاد ويوجد بها محطة للميترو ومتحف وجامعة وشهدت المدينة نهضة كبرى، خاصة بعد استقلال الجبل الأسود عن اتحاد صربيا والجبل الأسود، فهذه المدينة اليافعة على العكس من قرى الصيد القديمة لخليج كوتور فيما يتعلق بالنشاط السياحي، فمرحباً بك في تيفات، المدينة الساحلية المبهرجة، الواقعة على شبه جزيرة مشمسة تحت جبل فيرماك، حيث كان مركزاً لصناعة الملح في المنطقة يوم من الأيام وقاعدة بحرية استراتيجية. اليوم، تحتضن المدينة مطاراً دولياً، وتتبع أسلوباً للفندقة يعود إلى عصر النهضة، أما بورتو مونتنيغرو، القاعدة البحرية العتيقة، فإنها تشهد إعادة تطوير كبيرة لحوض بناء السفن، لكونها تعد محوراً سياحياً مزدهراً، حيث جذبت المجتمع البحري الدولي واستثمارات أجنبية ضخمة. فهذا المرفأ العميق الغور تحيط به المباني المترفة، ونادي اليخوت وفندق ريغال ريجنت، فتشبع بالأجواء التي تبلغ مداها وأنت ترشف قهوتك مع الكعك اللذيذ، قبل الانطلاق إلى متحف مجموعة الموروثات.