قبل 46 عامًا من الآن، لم يكن هناك فريقًا قادرًا على تشريف العاصمة الفرنسية في الدوري الأول للبلاد في كرة القدم. فمُنذ 1936 إلى ذلك التاريخ، كان نادي "آر سي باريس"، التابع لضاحية كولومب في باريس، هو آخر أندية المدينة تتويجًا بلقب الدوري الفرنسي. في السنوات التالية، تراجع مستوى الفريق، وكان أفضل مركز حققه بعد ذلك هو مركز الوصافة في عام 1961، قبل أن يتراجع ويهبط إلى الدرجة الأدنى، تاركًا نادي "ريد ستار" مُمثلًا وحيدًا للمدينة، يكاد يحفظ موقعة بصعوبة وسط أندية الدرجة الممتازة. لهذه الأسباب، جاءت فكرة من عدد من رجال الأعمال بدمج عدد من الأندية الباريسية في ناد واحد من أجل تمثيل أفضل للعاصمة في دوري كرة القدم الفرنسي. وكان الدمج الأول في عام 1969 بين ناديي "آر سي باريس" و"ريد ستار" تحت مُسمى جديد هو "باريس إف سي". وبعدها بفترة وجيزة، بدأ التفكير بالدمج مع نادي آخر. وتم الاستقرار على الدمج مع نادي الضاحية المجاورة "سان جيرمان" الذي تأسس في 1904 وتمكن من الصعود حديثًا وقتها إلى الدرجة الثانية، ليتأسس نادي "باريس سان جيرمان" بشكل رسمي في 12 أغسطس من عام 1970 ومقره ملعب "حديقة الأمراء". هذا الدمج استفاد من صعود "سان جيرمان" بمُسماه القديم إلى الدرجة الثانية من فرنسا، لتبدأ الرحلة سريعًا ويتمكن الفريق بالمُسمى الجديد من الصعود إلى الدرجة الأولى بعد أول موسم مُباشرة، ويحقق المركز الـ16 بعد مُعاناة في أول موسم. بعد ثاني المواسم، حدث خلاف على مُسمى "سان جيرمان" في النادي حديث النشأة كون هذه الضاحية لا تنتمي إلى العاصمة. فحدث الانفصال من جديد ولكن بشكل مختلف. فقد تم إعادة تسمية النادي إلى المُسمى القديم "باريس اف سي" والذي استمر في الدرجة الأولى، بينما تأسس نادي آخر بالمُسمى الجديد "باريس سان جيرمان" وبدأ رحلة الصعود من جديد من الدرجة الثالثة. بحلول عام 1974، حقق الـ"بي اس جي" صعودًا سريعًا إلى الدرجة الممتازة بالتزامُن مع هبوط "باريس اف سي" إلى الدرجة الثانية. واستمر تواجد "باريس سان جيرمان" ضمن الفئة الممتازة كمُمثل للعاصمة منذ ذلك الحين. مع مرور السنوات، عاد المجد الكروي لعاصمة النور مع تتويج الفريق بلقب الدوري لمرة أولى في 1986 ومرة ثانية في 1994، فضلًا عن الفوز بكأس فرنسا في سنوات: 1982 و1983 و1993 و1995 و1998 و2004 و2006، بالإضافة إلى كأس الدوري الفرنسي في 1995 و1998 و2008. بينما كان الإنجاز الأبرز في تاريخ النادي هو الفوز بكأس الإتحاد الأوروبي لموسم 1995/1996 كأول ناد فرنسي يحقق بطولة أوروبية كُبرى. ترنحت النتائج في التالي من الأعوام مع وجود أزمات مادية، إلى أن جاء الإنقاذ استثماريًا عن طريق مجموعة قطر للاستثمار الرياضي التي اشترت 70% من أسهم النادي مقابل 50 مليون يورو في عام 2011 لتغطي نسبة كبيرة من الديون والخسائر، تاركةً النسبة الباقية من الأسهم للمُلاك القدامى. منذ ذلك الحين، أصبح النادي تدريجيًا الأقوى ماديًا في فرنسا وأحد أغنى الأندية أوروبيًا، ومؤخرًا أصبح رابع أغلى علامة تجارية رياضية بعائد سنوي يُقدّر بـ 480.8 مليون يورو. كما أصبح النادي رقم 13 من حيث القيمة المادية، ويُقدّر بحوالي 720 مليون يورو. ويحتفظ النادي بلقب الدوري الفرنسي خلال المواسم الأربع الأخيرة بسيطرة تامة، كما حقق كأس فرنسا وكأس الدوري الفرنسي في الموسمين الأخيرين. ويتبقى الحلم الأكبر للنادي مع الاستثمارات التي تُضخ سنويًا والصفقات الضخمة التي يتم جلبها، وهو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، وتُعد أفضل نتيجة حققها النادي مُنذ الاستثمار القطري هو الوصول لربع نهائي المُسابقة. فهل يحقق نادي عاصمة النور المجد الكروي بالتتويج بالبطولة الأهم في كرة القدم الأوروبية مع تدعيمات الموسم الجديد، واستقدام المُدير الفني "يوناي إيمري" المُتمكن من الفوز ببطولات أوروبا بعد التتويج بلقب الدوري الأوروبي مع إشبيلية في 3 سنوات متتالية؟