«وداعا، أوروبا» إخراج: ماريا شريدر - تمثيل: جوزف هادر، بربارا سوكوفا > لطالما أغنى شاشات العالم ومنذ بدايات السينما، بمواضيع رواياته الميلودرامية المدهشة، كما أثرى مكتبات عشرات اللغات بتلك النصوص الروائية والتاريخية والسيرية والفكرية، ناهيك بإدهاشه العالم بانتحاره وزوجته ذات يوم في منفاه البرازيلي يأساً من الحرب وحزناً على العالم. لكن السينما التي نالها كثير من كرمه، لم تبادله التحية وبخلت عليه بفيلم يتحدث عنه، حتى جاء هذا الفيلم الألماني ليعطيه حقه. فالفيلم سيرة سينمائية أنيقة تتحدث عن السنوات الأخيرة من حياة شتيفان تسفايغ، وصولاً الى تلك اللحظة التي قرر فيها مع زوجته أن الوقت حان كي يموتا معاً. فانتحرا بكل هدوء واضعين حداً لحياة إبداعية غنية لكاتب يظل فريد نوعه في العديد من المجالات. } «ثورتي» إخراج: رمزي بن سليمان - تمثيل: توما كايّي، ناتالي سوجون > ينضم هذا الفيلم «اللطيف»، وفق النقد الفرنسي المتعاطف معه، الى القائمة التي باتت طويلة بأسماء الأفلام الفرنسية التي يصنعها فرنسيون من أصول مغاربية، والمتحدثة عن المهاجرين وحكاياتهم. لكن هذا الفيلم يختلف، بالمعنى الإيجابي، لأنه يتوقف عند حكاية فردية لفتى في الرابعة عشرة يحدث له يوماً أن تُنشر صورته وسط تظاهرة ضد حكم بن علي، على الصفحة الأولى لصحيفة ليبراسيون. من فوره يتطلع الى استغلال هذه الشهرة التي تجعل منه «غيفارا مدرسته» ليغري الحسناء سيغريد التي لم يكن لها أن لحظت وجوده من قبل. لكن بعد هذه البداية الطريفة، يتحول الفيلم الى بحث يقوم به الفتى مروان عن جذوره التونسية فيفقد طرافته الأولى. } «أمهات سيئات» إخراج: جون لوكاس - تمثيل: ميلا كونيش، كاثرين هاهن > للوهلة الأولى، يبدو هذا الفيلم طريفاً من دون أن يكون موضوعه جديداً. طرافته أنه يتناول موضوعه ذا الجدية الفائقة، موضوع الخيانة الزوجية من جانب الزوج، ومسعى الزوجة الى الانتقام، في قالب يتسم بمزيج من العنف والمرح. لكن الفيلم، بعد بدايات جيدة ومشاهد مثيرة للضحك، يبدأ بالغرق في فراغ محيّر بحيث لا يتوانى النقاد عن التساؤل: لمن صُنع هذا الفيلم؟ فمن الواضح أنه لم يُصنع للصغار على رغم ألاعيبه الطفولية ووجود الأطفال فيه، كما من الواضح أنه لم يُصنع للبالغين لأن الأمر بالنسبة الى هؤلاء أكثر جدية من أن يتم تناوله بذلك الشكل الساخر. إذا، وفق النقاد، هو فيلم صُنع للا أحد. وبالتالي. جدير بألا يراه أحد!. } «سييرانيفادا» إخراج: كريستي بيّو - تمثيل: دانا ديغارو، ميمي برانسكو > كان هذا الفيلم الروماني المتميّز واحداً من فيلمين كبيرين من رومانيا عُرضا في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لمهرجان «كان». لكن فيما فاز الأول، «بكالوريا»، بجائزة أساسية، خرج «سييرانيفادا» خالي الوفاض. ومع هذا، كان هذا الفيلم يستحق مصيراً أفضل. وذلك على رغم سوداويته وأجواء اليأس المسيطرة فيه على موضوع يدور لنحو ثلاث ساعات في مكان مغلق من حول دراما عائلية وحداد وعزاء وصراعات وأحلام خائبة، ناهيك بالصورة الإجمالية للتفكك العائلي التي يصوّرها من خلال شخصيات يخيّل إليها أنها خسرت كل شيء. فيلم قوي، إذا تغاضى المتفرج عما فيه من لحظات مضجرة ومحزنة بعض الشيء، سيجد نفسه أمام أداء تمثيلي استثنائي وحوارات مدهشة. السينما في خير تجلياتها وأصعبها.