اعتبر خبراء عسكريون وأمنيون أردنيون أنه لا شيء يمنع من نقل مقر عمليات طيران التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي من قاعدة انجرليك التركية إلى قاعدة الأزرق الأردنية، شرق المملكة، خاصة وأن القاعدة الأردنية بالفعل عاملة ضد التنظيم الإرهابي. ووفق تقرير لموقع دي ديفنسا البلجيكي المتخصص بالقضايا الدفاعية والاستخبارية، فقد جرى نقاش إمكانية نقل مقر العمليات ضد التنظيم الإرهابي من قاعدة انجرليك إلى الأزرق الأردنية كبديل إقليمي في حال قررت تركيا الانسحاب من التحالف الدولي ضد التنظيم. وقال الخبراء: إن أولوية التحالف الاستمرار بضرب أهداف داعش في العراق وسوريا، ولا يمكن أن تتوقف في حال قررت تركيا الخروج من التحالف، مشيراً إلى أن تركيا سبق ومنعت عام 2003 الأميركان من استخدام قاعدة انجرليك لضرب العراق. وقال الخبير العسكري الاستراتيجي الأردني د. قاصد محمود لـالبيان: إن نقل العمليات وارد، لكنها في حاجة إلى وقت، مشيراً إلى عقبات القرار ليست عقبات سياسية بل لوجستية، مشيراً إلى أن قاعدة الأزرق تبعد عن أهداف داعش في سوريا والعراق مسافة تزيد على 700-800 كم وستحتاج طائرات التحالف لإعادة التزود بالوقود في الجو، بينما تبعد قاعة انجرليك التركية عن الرقة السورية 400 كم وعن مدينة منبج 180 كم. وأضاف: إن قاعدة الأزرق تستعمل بالفعل في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، لكن غرفة العمليات بقيت في القاعدة التركية. علاقات مستقبلية لكن السؤال الأكبر، على حد تعبير الخبير العسكري، هو عن طبيعة العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي عموماً وتركيا؟ وقال د. محمود: إن خروج تركيا من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب شيء وعلاقاتها مع الناتو شيء آخر، مشيراً إلى وجود التزامات في الحلف على تركيا تنفيذها وفق اتفاقات واسعة ومهمة، في حين ملف الخروج من التحالف ضد داعش له سياقات أخرى. بدوره قال الخبير في الصراعات الدولية عدنان برية لـ البيان: إن انتقال مقر عمليات طيران التحالف الدولي ضد داعش من قاعدة انجرليك التركية، إلى قاعدة الأزرق الأردنية، يأتي في سياقات مفهومة، فقد سبق وخضعت القاعدة الأردنية إلى هذه التجربة خلال معركة معبر التنف. فاعلية القاعدة وأضاف: الأردن بحاجة مباشرة لتوظيف أكثر فاعلية لقاعدة الأزرق، بحكم وجود جيوب تابعة للتنظيم في الجنوب السوري. وأشار إلى أن دور الأردن مهم للغاية منذ البداية في محاربة داعش، وهو ما يؤهله إلى لعب دور أكبر في حال طلبت أنقرة الخروج من التحالف. إلا أن برية أشار أن احتمالية خروج تركيا من عضوية التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ما زال احتمالاً ضعيفاً، لاعتبارات مرتبطة بالأجندة الإقليمية أولاً، سواء لجهة التعامل مع نظام بشار الأسد أو لجهة التمدد غير المسوغ لتنظيم داعش أو الأطماع المتزايدة في الشمال السوري والعراقي، وهي تتناقض تماماً مع الاستراتيجية التركية.