إعداد: محمد فتحي تحملنا مواقع التواصل الاجتماعى على بساط الريح الأسطوري تتجول بنا حول العالم، من صفحة إلى أخرى، كل منها تعكس ثقافات مختلفة، وأفكار متنوعة، أنت تكتب وغيرك يقرأ،آخرون يقتبسون ما يرونه مفيداً، فريق ثالث يقدم نصائحه المجانية في فنون الحياة والتعامل مع الآخرين. عالم بلاحدود واقعه يلامس الخيال، مفيد وثرى لمن يعرف كيف يتعامل معه، وينتقي المعلومة، ويفهم العظة، ويحفظ المثل. وهنا نقدم مختارات تحمل أفكاراً ومعلومات من دون أن تتجاهل ما يرسم البسمة على الوجوه المثقلة بهموم الحياة. الصفير.. لغة أهالي لاغوميرا ابتكر الإنسان آلاف اللغات المنطوقة منذ القدم، لتصبح وسيلة التواصل داخل المجتمعات وتتحول في ما بعد إلى لغات مكتوبة بفضل تطور الحضارات المختلفة. وفي المقابل طور الإنسان العديد من اللغات الأخرى، مثل لغة الإشارة ولغة الجسد ولغة العيون، وغيرها من اللغات الحركية التي أصبحت علماً في حد ذاته. لكن لغة الصفير لم تحظ بنصيبها من الاهتمام، واقتصرت على مجرد إشارات صوتية للتدليل على شيء ما، أو للتعبير عن رد فعل، أو حتى للفت الانتباه. إلا أن سكان جزيرة لاغوميرا، إحدى جزر الكناري الإسبانية، كانوا الوحيدين الذين أدركوا القيمة الحقيقية للغة الصفير، ومارسوها في حياتهم اليومية لتعبر عن مشاعرهم وأفكارهم داخل الجزيرة، وأطلق عليها لغة صفير غوميرو. كانت تلك اللغة وسيلة تخاطب بين سكان الجزيرة منذ آلاف السنين، ومع تزايد انتشار وسائل الاتصالات والانفتاح التكنولوجي، رأى المسؤولون ضرورة الحفاظ على تلك اللغة الفريدة من نوعها من الاندثار، ولذلك قررت حكومة الكناري تعليمها في المدارس، وأعلنت صفير غوميرو تراثاً إثنوغرافياً لجزر الكناري في العام 1999. وفي 30 سبتمبر 2009 أدرجت منظمة اليونيسكو هذه اللغة على قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. وتنتشر في الجزيرة نكتة موجهة للسائحين تقول: إذا كنت تتسلق الجبال الشاهقة في لاغوميرا، فإنك ستظل تستمع إلينا ونحن نتحدث بالتصفير داخل منازلنا. وتقول الإحصاءات إنه لا يزال يوجد نحو 22 ألفاً ممن يتقنون قواعد لغة التصفير، ويمارسونها باحترافية شديدة، على أرض الجزيرة، ويتم الاعتماد عليهم في وضع وتدريس مناهجها، وفي الدورات العملية حول كيفية الصفير بشكل سليم؛ إذ يرى هؤلاء أنه لا بد من أن يتقن الشخص الصفير منذ طفولته، حيث تتحول منطقة الفم واللسان إلى آلة موسيقية متعددة النغمات والترددات، وذلك من دون أو باستخدام الأصابع. ديزني مدينة الغموض والممرات السرية لطالما كان عالم مدينة ديزني بالنسبة إلى زواره ومحبي شخصياته، من الصغار والكبار، عالماً ساحراً من الإبهار والإثارة والمتعة، لكن إلى جانب ذلك، يحمل هذا العالم بداخله أسراراً عدة، لا يعرف عنها أغلب المهتمين بهذا العالم شيئاً، ويتم الكشف عنها بين الحين والآخر. أول تلك الأسرار التي كشفت عنها سفريات كينوود، هو احتواء هذه المدينة على غرف وممرات سرية منذ إنشائها تزيد من غموض المكان، ولهذا السبب لا يرى الزوار موظفي ديزني، فهم ينتقلون من مكان لآخر عن طريق هذه الممرات، التي تقع تحت المدينة فلا يضطرون إلى مخالطة جموع الزوار. ويتمثل السر الثاني في حمل كل موظف بطاقة تعريفية، يُكتب عليها اسمه الأول فقط، فإذا ما حمل موظفان الاسم ذاته، وجب على أحدهما أن يختار اسماً آخر لنفسه. الثالث: صممت ديزني شخصيات فيلم الكارتون الشهير حكاية لعبة، لتسقط على الأرض فوراً حين يصرخ أحدهم آندي قادم، ولكن لدواعي الأمن والسلامة، تغير الأمر وأصبحت هذه الشخصيات تجيب بأن آندي في المدرسة حين يقول أحدهم آندي قادم. الرابع: يستمتع زوار مدينة ديزني بالروائح العطرة التي تملأ المكان، ذلك لأن لديهم مضخات تصدر روائح جميلة مثل الفانيليا، وفي مناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد تتغير الرائحة إلى عطر نبتة النعناع. الخامس: تحتوي قلعة السندريلا في الواقع على غرفة فندقية واحدة، يتم الاهتمام والعناية بها فقط وخصيصاً لأجل الفائزين بالمسابقات. السر السادس: يجسد كل من ممثلي الشخصيات الخيالية شخصيته دون الخروج عن صفات وتصرفات الشخصية التي يمثلها، ولا عما هو مكتوب في القصة الخيالية، فلا يمكن سؤال سندريلا ما الذي تعرفه عن بياض الثلج، لأنه ببساطة لا يمكن لإحداهما أن تعرف الأخرى. السابع: صممت المنتزهات بحيث تبدو أفضل في الصور السياحية الترويجية، حيث تعاقدت ديزني مع شركة كوداك لعمل دراسة، خلصت إلى أن وضع خراسانات ملونة على أرضية المنتزه، من شأنه أن يعكس ألوان إضاءة ساطعة قوية تجذب المصورين لالتقاط صور لها. الثامن: إذا قمت بزيارة إلى مطعم الجميلة والوحش، الذي يلهم الكثيرين ويسمى كن ضيفنا، فاعلم أن هناك طبقاً سرياً يجب أن تسأل النادل عنه، يكفي أن تسأله عن الطقم الرمادي. التاسع: يمتلك كل من ميكي وميني خزانة ملابس أكبر مما يملكها أغلب الزوار وغيرهم. فميكي ماوس لديه أكثر من 136 مجموعة مختلفة من الملابس، بدءاً من ملابس الغوص وانتهاء بالملابس الرسمية، وميني ماوس تحوي خزانتها أكثر من 100 قطعة ملابس لجميع المناسبات، من ملابس فرق التشجيع وحتى ملابس الحفلات. العاشر: يفقد الكثير من الزائرين العديد من متعلقاتهم الشخصية في منتزه ديزني، إذ يتم يومياً العثور على نحو 210 أزواج من النظارات الشمسية، ومنذ عام 1971 عثر على نحو مليون و65 ألف زوج من النظارات في المنتزه. إلى ذلك يجمع موظفو قسم المفقودات سنوياً أكثر من 6000 هاتف محمول، و3500 كاميرا رقمية، و18 ألف قبعة، و7500 كتاب تذكيري. السر الأخير الذي كشف عنه، يتمثل في احتفاظ عالم ديزني ب 200 قطة ضالة، مهمتها القضاء على الفئران، إضافة إلى السماح للحيوانات بالتجول ليلاً بعد مغادرة الزوار، وبذلك يتم الاحتفاظ بالمنتزه نظيفاً. أنفاق باريس..العالم السفلي لمدينة النور على السطح تبهرك أضواؤها وشوارعها المفعمة بالحيوية وفعالياتها الثقافية ومعالمها العالمية، تلك هي باريس مدينة النور. وحتى لا يكون هناك مكان مظلم في هذه المدينة، قررت مجموعة من الشباب احتلال أنفاق باريس المظلمة، ليشكلوا فيها حياة أخرى على طريقتهم، تحتوي على شبكة من الطرقات تحت الأرض، وتتخذ من البالوعات بوابة لها إلى هذا العالم. وتتلخص فكرة هؤلاء الشباب، في إنشاء مجتمع متكامل داخل تلك الأنفاق، بعيداً عن صخب الحياة في مدينة باريس، ولكنه يظل مجتمعاً غير شرعي، حيث تقوم الشرطة من وقت لآخر بالهجوم على تلك الأنفاق، وفرض غرامة 60 يورو على كل من تجده يقيم فيها. التقط المصور الألماني صوراً عدة مبهرة وكاشفة لهذا العالم، حيث حول الشباب تلك الأنفاق إلى شوارع تنبض بالحياة، تحتوي أنشطة عدة تبعث النور في ذلك الظلام الدامس. كما أن الأنفاق تتضمن قوانين ونظماً وأعرافاً تحكمها، تختلف عن تلك التي تطبقها مدينة السطح. أولها التزام المجموعات التي تعيش في هذه الأنفاق بالسرية التامة، إذ لا يمكن لأحدهم أن يخبر عائلته أو حتى أقرب أصدقائه بما يدور هناك. لوحات من ملح يتنافس الفنانون في الرسم بواسطة مختلف المواد الطبيعية والصناعية لإضفاء الغرابة على أعمالهم. واختار الفنان الياباني موتوي ياماموتو أسلوبه الفريد في الرسم بواسطة الملح على مسطحات واسعة، ليبرهن على مدى دقته وموهبته الفريدة، فطالما كان الملح هو مادته المفضلة لتزيين القاعات والمساحات الواسعة وتكوين تشكيلات فنية غاية في الإبداع من خلال خطوط دقيقة ومنضبطة لملح تتوزع في تعرجات شديدة الدقة. ومن أشهر لوحات ياماموتو الحديقة الطائرة التي أبدعها خلال معرض في قلعة قديمة جنوبي فرنسا، وشكلها في غرفة دائرية وتبدو كدوامات من السحب المتداخلة، كما أبهر الزائرين بلوحة ثانية أطلق عليها المتاهة. ولا يكتفي الفنان الياباني بعرض لوحاته داخل المعارض، إذ ينشرها على موقعه http://www.motoi.biz/. نقاط الاستراحة المهجورة.. شاهد على عصر النهضة الأمريكية في وسط الصحراء والمناطق النائية الأمريكية، يمكنك مشاهدة المئات من نقاط الاستراحة المهجورة، تغطيها رمال الصحراء، أو تنبت حولها الحشائش البرية. لاتزال هذه النقاط في مكانها الأصلي، تقف موحشة، بعد أن كانت قبل عقود عامرة، وملجأ للمتعبين من السفر الطويل، على طرق الولايات المتحدة الرئيسية. كانت تلك النقاط في الماضي، أماكن تمثل للكثيرين ملجأ للراحة بعد عناء السفر الطويل، قبل أن يتم استبدال طرق أخرى أكثر تطوراً بالطرق التي تمر بها. وربما كان قرار عدم هدم نقاط الاستراحة، قراراً جيداً اتخذه من قرر إزالة تلك الطرقات، لعلها تساعد من ضل طريقه في تلك الأماكن. المصور الأمريكي، ريان فورد، سافر إلى 15 ولاية، أغلبها ولايات جنوبية، لرصد أهم تلك النقاط وأرشفتها، قبل ضياع هذا التراث إلى الأبد. واكتشف فورد أثناء رحلته، وجود المئات من نقاط الاستراحة في أنحاء الولايات المتحدة، لاتزال متماسكة إلى حد كبير، تتصف غالبيتها بطرازها المعماري المميز، الذي يجعلها أثراً على عصر بداية النهضة الصناعية والاقتصادية الأمريكية، في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل العشرين. بعد انتهاء رحلته أصدر فورد كتاب The Last Stop: Vanishing Rest Stops of the American Roadside أو الموقف الأخير: اختفاء نقاط الاستراحة على جنبات الطرق الأمريكية، يعرض من خلاله أبرز نقاط الاستراحة داخل الصحراء الأمريكية، التي تعبر عن نمط السفر الأمريكي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين. لم تكن مهمة حصر هذه النقاط سهلة، إذ استغرق الأمر من فورد سنوات من الترحال والتوغل في الصحراء، وتسلق المرتفعات الصخرية، وغيرها من المتاعب، إلى أن ظهر الكتاب الذي صار مرجعاً للكثير من المغامرين والرحالة والمستكشفين. حيوانات نادرة مهددة بالانقراض ثلث الحيوانات التي تعيش على سطح الكرة الأرضية اليوم في خطر، والسبب دائماً هو الإنسان ونشاطاته وتصرفاته غير المسؤولة، وفي الوقت نفسه المسؤولة عن إحداث الخلل والاضطراب في نظام الطبيعة ودائرة الحياة، والنتيجة الأكثر خطورة تهديد عدد من أكثر أنواع الحيوانات ندرة بالانقراض. من هذه الأنواع النادرة الفهد الأبيض، فرغم صعوبة العثور في الكثير من هذا النوع، إذ يوجد في العالم منه اليوم ما يقل عن 4000 فهد، تعيش في السلاسل الجبلية بآسيا الوسطى، يستهدفها الصيادون للحصول على جلدها الطبيعي، واستغلال أجزاء من جسدها في استخدامات الطب الصيني. أما التمساح الأبيض أيضاً، فيوجد منه 15 تمساحاً فقط، من أصل مليون تولد حول العالم، لكن هذا النوع - للأسف - مرغوب بكثرة للحصول على جلوده في صناعة حقائب اليد باهظة الثمن. حيوانات الأسد الأبيض تتم تربيتها اليوم في الأسر، لكن عدداً منها استطاع النجاة والعيش في بيئته الطبيعية. وجراد البحر الأزرق الذي يتخذ هذا اللون بسبب التغير الجيني في واحد من بين مليون جرادة، ونسبة البروتين العالية، تبقى منه ما يقل عن 120. والباندا الحمراء صُنفت في البداية على أنها أحد أنواع الراكون، لكن تحليل الحمض النووي أظهر غير ذلك، فهذا النوع الذي يعيش في جنوب غرب الصين وجبال الهيمالايا، لا يوجد منه حالياً سوى أقل من 10 آلاف، بسبب الصيد غير المشروع. سمك المنشار من أنواع الأسماك غريبة المظهر، التي تعيش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، من الأنواع المهددة بالانقراض، نتيجة الصيد غير المشروع. أما سلحفاة العيون الأربع فموطنها الصين وفيتنام، وتتخذ من العيون الأربع أسلوباً لحماية نفسها من أخطار الحيوانات المفترسة. وهذا النوع مهدد بالانقراض بسبب الطلب على صدفيتها. الزبابة الوثابة: يصل وزنها إلى نحو نصف كغم، لكنها واحدة من أسرع الثدييات الصغيرة في العالم. لا يتبقى منها سوى أعداد صغيرة، تعيش ضمن مجموعات في الغابات والصحاري والجبال.