×
محافظة المنطقة الشرقية

شرط الرياض تقبض على مقيم كسر زجاج سيارة وسرق مابداخلها

صورة الخبر

لا أعطي أبدا أي مبرر لمن يحاول التقليل من علماء خدموا الإنسانية، وقدموا كل أوقاتهم واعمارهم في سبيل الإنسانية، هؤلاء العلماء الذين حفروا في الصخر، واستغلوا مواهبهم وقدراتهم التي منحها الله لهم، من أجل تقديم علم مفيد أو اختراع ينفع البشرية، أو اكتشاف مهم. أقول هذا... وأنا أتابع ردود الفعل التي- للأسف- تباينت واختلفت ونحن ننعي ونودع العالم العربي المصري الكبير الدكتور أحمد زويل رحمه الله، والذي حصد جائزة نوبل في الكيمياء، نتيجة مباشرة لما حققه من علم خصوصا في ما يطلق عليه علميا «الفيمتو ثانية»، ورغم حصوله على الجنسية الأميركية إلا أنه أوصى بدفنه في مسقط رأسه في مصر العربية. واختلفت الآراء حول هذا العالم الذي خدمة الإنسانية وشرفنا كعرب، لتجد من يشكك في عروبته، ويتهمه بالعمالة لإسرائيل، أو انسلاخه من وطنه الأم، والكثير الكثير من الاتهامات التي تأتي كلها من منطلق سياسي أو من خلال اختلافات وخلافات في وجهات النظر. فلماذا لا نترك هذه الخلافات أو الاختلافات جنبا وننظر إلى القيمة العلمية التي تركها هذا العالم الكبير للبشرية، لماذا لا نريد أن نحتفي بعلمائنا، ونحاول أن نقلل من شأنهم، لأسباب مختلف. فالدكتور أحمد زويل له رأيه كإنسان سواء في نطاق السياسة أو غيرها، ولكنه يظل ذلك الإنسان الذي قضى ردحا من عمره في المعامل، يحاول أن يبتكر وينتج علما ينفع الناس، ولقد أفلح في ذلك، ألا نترك ميوله السياسية وغيرها، ونهتم بالمنجزات والأعمال التي تركها زويل، خصوصا أنه انتقل إلى رحمة الله، وهو كفيل عز وجل بمحاسبته، ونحن علينا بما هو واضح منه، وهو العلم الذي ننتفع به، ولكن كل ما يقال من اتهامات فهي محض تخمينات وإشاعات إلى الآن لم نتأكد من صدقها. فلا مبرر مطلقا لأي أحد كان أن يضع زويل- رحمه الله- في دائرة الاتهام، فقد توفى الرجل وترك لنا علمه،ـ أما انتماءاته وميوله، فهو له، وهي أمور لا تهمنا، ولن تأثر فينا. ففي حقيقة الأمر أكاد أجزم بأن صفة التقليل من علمائنا والمميزين لدينا هي صفة عربية، قد لا توجد في مجتمعات أخرى، ولا أعرف سببها، ولكن نتائجها للأسف وخيمة، ومدمرة، لأننا- ربما- نستيقظ من نومنا فنجد أننا لم نترك للأجيال والشباب الواعد قدوة عربية يقتدون بها، أو مثالا يأخذوه نبراسا في حياتهم. وأحمد الله أن هؤلاء الذين يكيلون الاتهامات لزويل قليلون، أما أكثرهم فهم الذين يعترفون بفضل هذا العالم الكبير على البشرية، وكيف أنه أحدث نقلة بناءة ومثمرة في علم الكيمياء، وهذا ما نتمناه في أنفسنا، فلدينا علماء كثيرون ربما دفعتهم الظروف لترك أوطانهم إلا أنهم ناجحون ومرتبطون بأوطانهم العربية، ويتشوقون للعمل في مجتمعاتهم، إلا أن الظروف أو الإمكانيات قد لا تسمح لهم بذلك، فيجب ألا نتهمهم بإنكار أوطانهم، أو أي تهم أخرى تسيء لهم. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com