الظاهرة بالتأكيد متكررة خلال كل دورة للألعاب الأولمبية، ولكنها اتخذت أبعاداً مقلقة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو: عمليات سرقة واعتداءات مختلفة تتضاعف بالقرب من مواقع المسابقات، واضعة المنظمين تحت الضغط في مدينة نسبة الجرائم فيها مرتفعة. يتعرض الصحافيون بشكل عام، والمصورون وحاملو الكاميرات بشكل خاص لخسائر فادحة، كاميرات وأجهزة تابعة لها أو حقائب معدات كاملة وباهظة الثمن تختفي من مكاتب وسائل الإعلام المعتمدة، في وسط المدينة، في الحافلات وحتى في الملاعب. هذا الظاهرة مألوفة جداً لدى البرازيليين، وبنسبة أقل لدى الأجانب الذين يقومون بزيارة عابرة للبلد الذين تأثروا في الخصوص بمقتل شخصين بالرصاص بالقرب من إستاد ماراكانا والشارع الأولمبي، يوم حفلة الافتتاح. قصة مصور «نيوز كورب» بريت كوستيلو، صالت وجالت المدينة بأكملها. الأسترالي تعرض لسرقة معدات بقيمة عشرات آلاف الدولارات. تعرف على اللص بعد بضعة أيام، لأن الأخير كان يرتدي «السترة الخاصة بالمصورين المعتمدين» في دورة الألعاب الأولمبية. «كنت أعرف رقمي، فكل واحد منا له سترته. إذا جاء رجل يرتدي سترتي التي سرقت مني قبل يومين، فهناك مشكلة، أليس كذلك؟» هذا ما رواه كوستيلو لموقع «ذي إستريليان» على شبكة الإنترنت. الفيديو الذي تضمن عملية السرقة التي رصدتها كاميرات المراقبة الأمنية، قام بنشره موقع صحيفة «دايلي تلغراف» الأسترالية، وكشف النقاب عن مشاركة ثلاثة أشخاص في العملية: امرأة تحاول إثارة الانتباه، ورجل سرق الحقيبة، وثالث يوجه الضحية في حال من الذعر، إلى الجهة المقابلة التي هرب منها شريكه. وكالة «فرانس برس» التي تبلغ مساحة مقرها في الحديقة الأولمبية 700 متر مربع مع نحو 180 صحافياً معتمداً، تمت سرقتها مرات عدة في أماكن عملها. واحدة من عمليات السرقة التي تعرضت لها، تم رصدها بكاميرات المراقبة، تظهر رجلا وامرأة قاما بسرقة حقيبة كاملة من المعدات، ومرة أخرى بسترات مرقمة. وأعرب مدير عمليات التصوير في الوكالة الفرنسية إريك برادة عن أسفه قائلاً: «لقد أبلغنا السلطات بطبيعة الحال. هناك مشكلة أمنية، بعض الأشخاص يتمكنون من دخول المواقع وركوب حافلات اللجنة المنظمة من دون بطاقات اعتماد». لكن وسائل الإعلام ليست هي الوحيدة التي تتعرض لعمليات سرقة. إذ اشتكى العديد من الرياضيين الصينيين من السرقة والبعض الآخر من المضايقات. وقال العداء شي دونغ بنغ، الاختصاصي في سباق 110 أمتار حواجز، لأحد وسائل الإعلام الوطنية إنه تمت سرقة جهاز كومبيوتر خاص به. وعلق ساخراً على العملية قائلاً: «فقدان المال قد يجنبني مشكلات أكبر في ما بعد». الأمر ذاته بالنسبة إلى الوفد الدنماركي الذي تعرض للسرقة في القرية الأولمبية. وحتى كبار المسؤولين لم يفلتوا من النشل. وزير التربية البرتغالي تياغو برانداو رودريغيش تعرض لهجوم السبت الماضي في إبانيما، أحد الأحياء الراقية جداً في ريو دي جانيرو. وبحسب صحيفة «إكسترا» المحلية، تعرض الوزير لاعتداء بسكين وأجبر على تسليم ماله، وهاتفه النقال وحقيبة. وفي اليوم التالي، قال الوزير لمعاونيه: «لقد كان ذلك مرعباً، مرت الليلة وكل شيء على ما يرام الآن».