المجتمع الدولي بات مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن توفير الحماية الإنسانية للمدنيين في مدينة حلب السورية. الوضع الإنساني في حلب يتعقد يوماً بعد آخر، ويخرج من سيئ إلى أسوأ، والفاتورة الباهظة يتكبدها المدنيون المساكين من النساء والأطفال وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة. وهذا ما نادت به المملكة في جلسة مجلس الأمن غير الرسمية أمس الأول. إذ لا يمكن أن يستمر الصمت الدولي والتواطؤ على الصمت في حين تتمزق أجساد الأمهات وأطفالهن وهم في بيوتهم ساكنون، لم يحملوا سلاحاً، ولم يواجهوا عسكرياً ولم يجلسوا حتى إلى خطبة أحد المسلحين من المعارضة. شعبٌ أعزل، لا حول له ولا قوة، مساكين بالكاد يجدون قوت يومهم، والنظام الأسدي لا يرحمهم، ويخلطهم بالعسكريين في القصف والضرب الذي لا يفرق بين عسكري ومدني. المجتمع الدولي عليه واجبات ضخمة وهائلة إزاء المدنيين في هذه المدينة المنكوبة، وعليه أن يتحرك فورياً لنجدة الناس من البطش والتقتيل اليومي غير المردوع. لا يجوز للمجتمع الدولي أن يكتفي بالمشاهدة ورصد الأخبار وجمع المعلومات ونشر إحصاءات الضحايا من القتلى والجرحى والمهجرين والمحاصرين. وعلى المؤسسات الحقوقية الدولية أن تخرج من سباتها الآن، الآن وليس غداً، الآن وليس بعد أن يستكمل النظام فتكه وبطشه. المؤسسات الحقوقية الدولية التي دأبت على الانتقاء واختيار الحقوق الإنسانية حسب الدول وحسب السياسات وحسب الأحزاب.. على هذه المؤسسات أن تقول كلمتها الواضحة الآن.. الآن وليس غداً.