×
محافظة المنطقة الشرقية

300 كاتب وشاعر يطلقون "الفعاليات الثقافية"

صورة الخبر

ربما يبدو مأسوياً القول بأن نصيب العرب من عصر انتشار المعلومات في عصر الانتشار الانفجاري لوسائط الإعلام وأدواته، يتضمّن زيادة ضخمة في المعلومات المغلوطة والأفكار الخاطئة التي تقدّم نفسها بوصفها «حقائق» علميّة. وعندما تفوق التراجيديا ذروة مأسويتها تصبح كوميديا أصيلة، على غرار تلك الإعلانات التلفزيونية التي تعرض لصقات وأدوية ومراهم، تبرر نفسها بأن تلغي الأمراض بمجرد وضعها على القدم. ولا يتورع أحد تلك الإعلانات عن تقديم صورة عن الدورة الدمويّة، يعرف طلاب المرحلة الإعدادية بأنها مغلوطة كليّاً. ولنترك جانباً تلك «المسلسلات» الكوميدية بالمعنى الآنف الذكر، التي تؤكّد بلسانٍ ثقة يعزّ على أشد العلماء علماً ومعرفةً بأن أكل سبلات من السبانخ ولفّة من أعشاب الحقول وغرفة يد من رز وعدس، تتكفل بشفاء السرطان والألزهايمر وارتفاع ضغط الدم وقائمة طويلة من الأمراض! ليس الأمر أفضل مع الإنترنت التي تتهاطل منها سيول من المعلومات المغلوطة على مدار الساعة، فلا يكلّف كثير من الجمهور العربي نفسه عناء التدقيق بها، ببساطة لأنها جاءت عن طريق الإنترنت المُدهشة التي لم تتحرّر عقول العرب من التفكير بها كأنها سحر خالص. هناك قسم في موقع «مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض» Centers for Disease Control Prevention (يعرف بالاسم المختصر «سي دي سي» CDC)، مخصص للمعلومات الخاطئة التي تنشر على الإنترنت. ولعله من المفيد الاستعانة بهذا المرجع الرقمي من وقت لآخر.   التنوّع والاعتدال إذاً، لنحاول أيضاً التفكير نقديّاً، لنحاول تقصي شيء من المعلومات من مصادر يمكن الركون إليها بقدر معقول من الثقة. هناك دراسة صدرت أخيراً عن جامعة «هارفرد» الأميركية تطيح بكل هذه «المسلمات» المنهمرة من شاشات التلفزة والإنترنت، كما أنها تكذّب تلك المنتجات المرتفعة الثمن التي تنتجها شركات المواد الغذائية العملاقة. وكذلك تدعو الدراسة إلى إعادة التفكير حتى في النصائح الطبية الراسخة عن وجود طعام خاص يجدر بمرضى السُكّري أن يقصروا أكلهم عليه كي يحافظوا على مستوى السكر في دمهم ضمن حدود طبيعية. ويشتهر عن السُكّري أنه مرض يشمل عدم قدرة الجسم على التعامل مع السُكّر، وهو الوقود الذي يجب أن تحرقه الخلايا لتستمر في العمل والنشاط. ولأن جلّ ما نأكله يتحوّل، بطريقة أو بأخرى، إلى سُكّر، بات مألوفاً أن يتّبع مرضى السُكّري حمية تتضمن أنواعاً معينة من المأكولات، وتستثني غيرها لأنها تضر بهم. وعلى عكس هذا التقليد الطبي الراسخ، خلصت دراسة «هارفرد» إلى أن الحمية التي يتوجب على مريض السُكّري أن يتّبعها فعلياً لا تختلف عن تلك التي يُنصح معظم الناس بها، سوى أكل السُكّريات المباشرة كالحلويات والمربيات. كذلك شدّدت على أن الفارق بين حمية مريض السُكّري والإنسان العادي يتمثّل في مزيد من التنبّه لإنقاص الوزن والاحتفاظ به ضمن المستوى الطبيعي، والسيطرة على مستوى السُكّر في الدم، والتنبّه إلى العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وقاد هذه الدراسة البروفسور ديفيد ناثان، مدير قسم السُــكّري وبحوثه في «هارفرد»، ونشرها في كتيب من 48 صفحة حمل عنوان «الأكل الصحي لمرضى السُكّري من النوع الثاني». ويقصد بمصطلح «النوع الثاني من السُكّري» Type II Diabetes Mellitus ذلك الذي يظهر في مرحلة الكهولة في العادة، وهو يتميّز بعدم قدرة هرمون الأنسولين على التعامل بكفاءة مع مستوى السُكّر في الدم، على رغم أن كمية الأنسولين ربما تكون شبه عادية. وباختصار ينصح الكُتيب المرضى بتناول طعام متنـــوّع ومُتوازِن، مع إبقاء أعيـــنهم مفتوحة على الكميّة الإجمـــاليّة للسُعْرات الحراريّة في مأكولاتهم. كما ينصـــحهم بالتــعوّد على ممارسة التمارين الرياضية، والتشدّد في الحفاظ على أوزانهم ضمن حدود مقبولة صحيّاً. وفي التفاصيل، يسمح الكُتيب لمرضى السُكّري بالإكثار من الفواكه والخضار، مع تقييد كمية البطاطا البيضاء، واســـتبدال الدهون غير المفيدة بالزيوت النباتية. كما يلفت إلى أهمية أكل النــشويات المُركّبة، وتجنّب السُكّريات السهلة الهضم كتلك الموجودة في السكاكر والمربيّات. ويوصي بتناول السمك والفاصوليا والحليب والبيض والمُكسّرات والخبز الأسمر ولحوم الدواجن والمآكل الغنيّة بالكالسيوم والفيتامينات، في مقابل الإقلال من اللحوم الحمر والمشروبات الروحية والملح.