من الواضح أن الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع علي صالح قد غرتهم كثيراً موافقة الشرعية اليمنية على الجلوس والحوار معهم، ولولا وضعهم المذري في الميدان بسبب هجمات قوات التحالف العربي المكثفة، لما ذهبوا للمفاوضات في الكويت، ورغم هذا أصابهم الغرور بسبب ما وجدوه من جدية من جانب الشرعية في السعي نحو السلام، فظنوا أن هذا مظهر ضعف، فعادوا للمراوغة والمماطلة والمساومة التي وصلت إلى حد المطالبة بحصة من السلطة في اليمن الذي نهبوا ثرواته ودمروه وقتلوا نساءه وأطفاله. انفضت المشاورات في الكويت بلا نتيجة، وبلا أمل حتى في العودة، وهنا لم يعد أمام الشرعية سوى خيار الحرب، خاصة أن الانقلابيين تلقوا الكثير من الإمدادات والتمويل خلال فترة الهدنة للمباحثات، ومراكب السلاح كانت تأتيهم من إيران سراً بين الحين والآخر، وها هي الشرعية اليمنية تطلق عمليتها الكبيرة لتحرير العاصمة صنعاء تحت مسمى التحرير موعدنا، وهو مسمى ذو مدلولين، أولهما تحرير العاصمة صنعاء، وثانيهما اللقاء في ميدان التحرير في وسط العاصمة، وها هي قوات التحالف العربي تشارك الجيش اليمني في عملية تحرير صنعاء التي بدأت ولن تتوقف قبل تحقيق هدفها، ولن ينفع الانقلابيين مراوغاتهم ومماطلاتهم، ولن يجدي خداعهم مرة أخرى في وقف القتال، ولن يعوضهم شيء عن الفرص التي أضاعوها في مباحثات الكويت.