لم يكن اليوم سهلاً كما خططنا له، كان من المفترض أن نقضي اليوم في قلعة جاليه (Galle Fort)، لنستكشف معالمها، ونتجول حولها لفترةٍ قصيرة، قبل أن نعود إلى سكننا كي نغفو قليلاً بعد أن حظينا بنومٍ غير كافٍ، ثم نذهب لنتناول العشاء، لكن الأمور لم تسر بالبساطة التي كان من المفترض أن تسير بها، فانتهى المطاف بنا ويومنا أكثر نشاطاً وأطول مما كنا نظن. استيقظنا في الثامنة والنصف صباحاً لنتناول إفطاراً شهياً قدمه لنا مضيفنا، مكوناً من خبزٍ مُحمص مع الزبد والمربى، بجانب أنواعُ من الفاكهة تضمنت البطيخ والببابيا والموز، ثم قُدم لنا بيضٌ ملأنا به بطوننا عن آخرها. كان في صحبتنا كلب مضيفنا، كان كلباً في غاية اللطف، وانتظرنا كي ننتهي من الطعام كي نلعب معه، بعد الانتهاء من الافطار، طلبنا عربة "توك توك" كي توصلنا إلى قلعة جاليه الشهيرة. عند وصولنا، نصحنا السائق بألا نستجيب لأي من المرشدين السياحيين الذين سيعرضون علينا جولةً في القلعة، وأخبرنا بأن نتبع الطريق المُحدد في القلعة إذا أردنا أن نستكشفها. في بداية ذلك الطريق، لم أتوقع أنه سيكون طويلاً، ولم أدرك مدى طوله إلا بعد أن أخذنا عبر أول زاويةٍ منه، فهو يسير بك في مسارٍ حلزوني على طول الشاطئ، لينتهي بالمنارة الطويلة المجاورة للمسجد. في ذلك الوقت من اليوم، بدا لنا أن لا مفر من أثر الشمس الذي ستتركه على جلودنا، كان السير مُتعباً، ولم تكفنا الراحة التي نلناها في كل مرةٍ توقفنا فيها كي نصور المناظر الطبيعية الخلابة. امتزج أمام أعيننا أخضر الأشجار بأزرق مياه البحر الياقوتي، وحمَلنا الهواء المُعبأ بالمِلح عبر دروب رحلتنا. صادفنا من وقتٍ لآخر تنانين كومودو، وباعةً جائلين، ولم أتردد في أن أشتري ثمرات جوز الهند الملكي كي أشرب ماءها في الطريق. وصلنا أخيراً لمنارة جاليه الشهيرة بعد أن التقطنا الكثير من الصور لما سبقها من معالم، وصلنا في وقت الظهيرة وأردنا أن نأكل، كنا قد بحثنا في الليلة الماضية عن مكانٍ لنأكل فيه، وقررنا أن نجرّب "كريبولوجي" (Crepe-ology)، كان يفصلنا عنه ست دقائق من السير، حيث يقع تجاه وسط القلعة على عكس موقعنا الحالي، تراصت هنالك متاجر التذكارات والمطاعم ومقاهي الشاي على جانبي كل طريقٍ تقريباً، وهي الأماكن التي ستجذبنا في وقتٍ كهذا بطبيعة الحال. عليكم توجهنا إلى المطعم المُختار لنتناول الغداء بعد أن تمكنّا من الهرب من المتاجر دون شراء أي شيء، وبجوار الطعام، طلبنا شاياً مُثلجاً لنواجه به حرارة الجو، لكن بعد خروجنا من المطعم ببطونٍ ممتلئة وأجسادٍ لا تشعر بالحرارة، فشلنا في الهرب مجدداً واشترينا العديد من التذكارات، فمهما حاولت الهرب من متاجر التذكارات، بنهاية الأمر ستقع في فخ الشراء. كانت حصيلة اليوم العديد من البطاقات البريدية، والتُحف المزينة بنقوشٍ على شكل فيلة، وسراويل "جنّي" الفضفاضة، فقد كان الأمر كما لو أن لكل متجرٍ مجموعة خاصة من التذكارات تختلف عن بقية المتاجر، حتى إنها قد تتسبب في إفلاس رجلٍ غني إذا زار متاجر شارعٍ واحدٍ فقط. حان الوقت بعدها كي نعود من حيث أتينا لنستقل عربة "توك توك" أخرى لتقلنا للسكن، سرنا بعدها في الطرقات شبه ضائعين، نريد أن نستكشف المكان، ونرغب في العودة لسكننا في نفس الوقت، في النهاية، وصلنا إلى هدفنا ورحلنا عن المكان في الثانية ظهراً. كانت بقع العرق التي تملأ ثيابنا علامةً على احتياجنا للاستحمام، لكننا اغتسلنا سريعاً، فكنا قد قررنا أن نستغل حمام السباحة الذي يمتلكه مضيفنا. ازدادت صحبتنا هذه المرة ولم تقتصر على ذلك الكلب الذي جاورنا في الصباح، بل كان هنالك العديد من الكلاب التي كانت في مزاجٍ رائعٍ للعب. بعد أن قضينا وقتاً أكثر مما قد خصصناه للسباحة، جلسنا في الشمس لنجف، ثم دلفنا إلى داخل المنزل كي نستريح قليلاً قبل أن نخطط لليوم التالي، لكننا لم نستطع أن نفكر سوى في الطعام بعد أن تعالت أصوات بطوننا، فجلسنا كي نفكر كيف سنسكتها. ارتحنا قليلاً ثم بدلنا ملابسنا من جديد قبل أن نقطع الطريق للمرة الثانية باتجاه قلعة جاليه في عربة "توك توك"، وتمحورت خطة الليلة حول تناول وجبة برغر شهية في مطعم "روكيت برغر" (Rocket Burger)، وكُللت هذه الخطة بالنجاح. كان المكان صغيراً ومحاطاً بمتجرين للتذكارات، حتى إن إدارته لم تستطع أن تمتنع عن بيع البطاقات البريدية للسائحين مثل جيرانه. امتلأت قائمة الطعام بنفس أنواع البرغر الأميركية وإن حملت أسماءً مختلفة. طلبت برغر "الجدة" ثم صعدت إلى الطابق العلوي كي أجلس على المقاعد المواجهة للطريق الذي جئنا عبره. تسلينا بمشاهدة المارة قبل أن يأتي الطعام، طلبنا مُثلجات قبل أن نطلب عربة "توك توك" أخرى لتقلنا للمنزل، وتوقفنا في طريق العودة كي نشتري بعض الأشياء الهامة من أحد المتاجر. ستكون خطة الباقي من الليلة أن نشاهد "أوزموزيس جونز" (Osmosis Jones)، قبل أن نستحم، ونحظى بقدرٍ كافٍ من الراحة، فخطة الغد لن تكون بمثل سهولة خطة اليوم. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.