لم تستسلم أم محمد الأرملة ذات الـ 45 عاما لوضعها ومعاناتها مع ظروف الحياة وللحالة التي تركهم عليها زوجها بعد وفاته قبل عشرة سنوات، أو لمعاناة تربية 7 من الأبناء، تركهم والدهم قبل أن يرحل إلى الدار الآخرة، بل سعت للبحث عن عمل شريف يقيها ذل السؤال أو الحوجة حتى ولو إلى أقرب الأقربين، فشمرت عن ساعدها لإيجاد عمل لنفسها رغم أنها لم تكمل المرحلة الابتدائية. ووفقا لصحيفة عكاظ تقول في حديثها كانت بدايتي بائعة أمام بسطة لعدة سنوات، إلا أنني لم أستطع الاستمرار بسبب التعب والألم الذي وجدته من عملي كبائعة على بسطة، ففضلت البحث عن رزق آخر يساعدني على تلبية احتياجها واحتياج أبنائها في ظل الظروف المادية الصعبة التي تمر بها يكفيني شر التعب والمرض، وتابعت: «بحمد الله تمكنت عن طريق صديقة لي أن أعمل كصانعة قهوة وشاي بجامعة طيبة براتب شهري رمزي، وبالرغم من أنه كان قليلا إلا أنه أفضل من عملي كبائعة في الطرقات». وأكدت أم محمد أنها كسبت حب جميع الموظفات فقد كنت أسمع من الموظفات مدحهم لي عندما يصفوني بالطيبة وصاحبة الخلق الحسن والقدوة الحسنة لجميع النساء في العمل كمكافحة من أجل توفير اللقمة الحلال لأبنائي الصغار. وتقول أم محمد: «أفتخر بعملي وبسعيي في البحث عن رزقي ورزق عيالي وعدم الاستسلام لظروف الحياة القاسية لأني وجدت أن الحياة صعبة جدا بعد وفاة زوجي وتحملي لمسؤولية رجل وامرأة وأم وأب في نفس الوقت، وأحمد الله أن رزقني ذلك العمل الذي يقتصر على الفترة الصباحية لعمل القهوة والشاي، كما وجدت المعاملة الطيبة من الجميع مما شجعني على التمسك بالعمل بإخلاص». وتؤكد أم محمد أن مساعدة الجمعيات لها تكمن في الأثاث وهي بحاجة إلى مواد غذائية، وأضافت «عندما طلبت من إحدى الجمعيات المساعدة قالوا لي نحن نوفر الأثاث المنزلي فقط». وعبرت أم محمد عن أمنياتها بأن تقضي باقي عمرها في تعفف وستر وأن يقويها الله لتربية أطفالها وتعلمهم في أرقى الجامعات وأن يعينها على تربيتهم بما تتقاضاه من عملها