قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس" إن إيرادات القناة زادت بنسبة 4 في المائة خلال الفترة من أول كانون الثاني (يناير) حتى اليوم مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك بفضل مشروع توسعة القناة الذي افتتح العام الماضي". جاء ذلك خلال احتفال أقيم في مدينة الإسماعيلية بمناسبة مرور عام على افتتاح مشروع توسعة القناة الذي تضمن شق تفريعة جديدة للقناة التي تعد من أهم مصادر العملة الصعبة لمصر. ونقلت "رويترز"، عن مميش قوله "إن إيرادات قناة السويس خلال الفترة من أول كانون الثاني (يناير) حتى السادس من آب (أغسطس) بلغت ثلاثة مليارات و183 مليون دولار مقابل ثلاثة مليارات و59 مليون دولار في نفس الفترة العام الماضي وذلك على الرغم من تراجع حجم التجارة العالمية". وذكر مميش أن الإيرادات زادت هذا العام بنسبة 13 في المائة بالجنيه المصري، وربما يعود ذلك إلى انخفاض قيمة الجنيه بقدر كبير أمام الدولار الذي وصل سعره في السوق الرسمية8.78 جنيه مقابل 7.73 جنيه في آذار (مارس)، وتضمن مشروع توسعة القناة الذي يعرف في مصر باسم مشروع قناة السويس الجديدة حفر مجرى ملاحي مواز للقناة القديمة بطول 35 كيلومترا وبعرض 317 مترا وبعمق 24 مترا ليسمح بعبور سفن بغاطس يصل إلى 66 قدما. وتضمن المشروع أيضا توسيع وتعميق تفريعة البحيرات الكبرى بطول نحو 27 كيلومترا وتفريعة البلاح بطول نحو عشرة كيلومترات ليصل إجمالي طول مشروع القناة الجديدة إلى 72 كيلومترا، وتكلف المشروع الذي نفذ في عام واحد ثمانية مليارات دولار تم جمعها بالعملة المحلية من المصريين من خلال طرح شهادات استثمار بفائدة 12 في المائة لمدة خمس سنوات. وتقول مصر "إن المشروع سيكون نواة لمنطقة استثمار عربي وأجنبي في مجالات بناء وصيانة السفن وتخزين البضائع والصناعات المختلفة"، وتأمل الحكومة في أن تسهم هذه التوسعة في زيادة إيرادات قناة السويس إلى 13 مليار دولار سنويا بحلول عام 2023 ارتفاعا من نحو خمسة مليارات دولار في الوقت الراهن. وتأمل أيضا أن تسهم في تحسين الاقتصاد الذي يعاني منذ خمس سنوات بسبب تراجع السياحة والاستثمارات الأجنبية، وبلغ الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر 17.546 مليار دولار في حزيران (يونيو) بعدما كان يبلغ نحو 36 مليار دولار قبل 2011. وانتقد معارضون ومختصو اقتصاد مشروع قناة السويس الجديدة وقالوا "إنه لن يحقق المرجو منه في ظل تراجع حجم التجارة العالمي وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني"، لكن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال في كلمة ألقاها أمس الأول "إن بعض الناس تصورت أن انخفاض التجارة العالمية وركود الاقتصاد سيكون لهما تأثير سلبي في دخل قناة السويس، لكن رئيس الهيئة بمنتهى الشفافية يقول لنا بالأرقام: إنه حصل نمو"، وأضاف السيسي "خذوا بالكم أن كل إنجاز يوضع بجواره محاولة للتشكيك في نجاح هذا الإنجاز كي لا يبقى هناك أمل، ويكون هناك إحباط دائما"، ووفقا للأرقام الصادرة عن هيئة قناة السويس فقد تراجعت إيرادات القناة عام 2015 إلى 5.175 مليار دولار من 5.465 مليار دولار عام 2014. وذكر مختص ألماني في شؤون الملاحة البحرية أن مشروع توسعة قناة السويس الذي تكلف مليارات لم يحقق النجاح المنشود عقب عام من الافتتاح، وقال أولريش مالشوف من جامعة بريمن الألمانية "إن الوعود المتعلقة بالأفق الزمني كان مبالغا فيها بالتأكيد". وبحسب بيانات الحكومة المصرية، فإنه من المفترض أن تزيد إيرادات قناة السويس بمقدار الضعف على المدى المتوسط عقب مشروع التوسعة الكبير الذي افتتح في السادس من آب (أغسطس) عام 2015، إلا أن إيرادات القناة استقرت خلال الأشهر الـ 12 الماضية على أفضل التقدير.