إذا كان البعض من أفراد المجتمع السعودي -خصوصا ذوي الأيدي الخشنة- يعشقون تربية النحل، فإنهم يعلمون مسبقاً حجم الضريبة التي سيدفعونها. ولم يكن شطر بيت الشعر الشهير بعيدا عن الواقع وهو يؤكد أنه «لا بد دون الشهد من إبر النحل»، ليعبّر بصورة مطابقة لما يمر به مربو النحل من معاناة. بدءا من توفير رأس المال، ومرورا باختيار نوعية النحل والخلايا، وليس انتهاء بمشقة الرعي والتنقل به من موقع إلى موقع آخر بحسب توافر الأشجار المحببة للنحل ومنها السدر والطلح والسمر. ويؤكد النحال سعيد مشهور أن تربية النحل تبدأ من الاستعداد الشخصي والميل الطبيعي، إضافة إلى التدريب العملي لمدة كافية في أحد المناحل الأهلية، ليلم بمختلف العمليات الأساسية لتربية النحل. على أن يبدأ «النحّال» بتربية عدد محدود من الخلايا ليضمن سير العمل بنجاح، وليكتسب خبرة وتجربة تمكنه من التوسع تدريجيا. وأكد ضرورة الاستعانة بأحد الفنيين من ذوى الخبرة والسمعة الطيبة لمعاينة واختيار المكان المناسب لإنشاء المنحل، وعمل التخطيط اللازم لإقامة المظلات ومصدات الرياح ووضع الخلايا، وتوفير الإرشادات اللازمة. من جهتها، ترى سيدة الأعمال فاطمة الزهراني أن تجربة تربية النحل شاقة على السيدات، وتحتاج إلى أيدٍ خشنة، وصبر طويل، مشيرة إلى أن طبيعة نشاط المرأة في مجتمعنا تحد من ممارستها لهذا النشاط كونه مرتبطا بالميدان. وعدّت عمل المرأة في تربية النحل مغامرة وشجاعة نادرة الحدوث في مجتمعنا، لافتة إلى أن السيدات في معرض سوق الأسر المنتجة يبعن العسل، لكنهن لم يخضن غمار الدخول إلى مملكة النحل خشية لسع الإبر. وتوقع رئيس جمعية النحالين التعاونية الدكتور أحمد بن عبدالله الخازم أن تشارك سيدات في الجمعية مستقبلا، موضحا أن عددا من السيدات العربيات شاركن في مهرجان العسل الثامن من خلال محلات البيع وحققن مكاسب جيدة.