عانى مسعود أوزيل هذا الموسم من إصابة أبعدته عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر، غير أنّ اللاعب الدولي، المعتز بكونه ألمانيا والرافض لوصفه دائما بالتركي الألماني، عاد أكثر قوة سواء في فريقه أرسنال أو في المنتخب الألماني . يعتبر مسعود أوزيل من أبرز لاعبي المنتخب الألماني لكرة القدم وفي فريق أرسنال الانكليزي أيضا ، فاللاعب ذو الأصل التركي يملك تقنيات ومهارات عالية تسمح له باللعب في أقوى الأندية العالمية. ويتصدر لاعب كأس العالم مع منتخب المانشافت في مونديال 2014 قائمة اللاعبين الألمان الأكثر دخلا من الإعلانات، حيث بلغ دخله في العام الماضي حوالي خمسة ملايين يور متبوعا بلاعب بايرن ميونيخ ماريو غوتسه بثلاثة ملايين. أما صاحب المركز الأول، الأكثر حصولا على عائدات مالية من الإعلانات في العالم فهو زميل أوزيل السابق في ريال مدريد، كريستيانو رونالدو بحوالي 35 مليون يورو في السنة. على عشب الملعب ، قدّم أوزيل أيضا مستوى جيد مع أرسنال توّجه بالفوز بكأس الاتحاد الإنكليزي. لكنه لم يكن موسما سهلا على الإطلاق، حيث اعتبره اللاعب الدولي الألماني في حوار مع مجلة كيكر الألمانية، الموسم الأصعب في حياته الكروية. فقد تعرض ابن الستة وعشرين عاما لإصابة في أربطة الركبة أبعدته عن الملاعب ثلاثة أشهر قبل أن يعود ويقود فريقه إلى الفوز بـ 13 مباراة ويحتل المركز الثالث ويفوز بكأس الاتحاد الإنكليزي. ويتذكر لاعب ريال مدريد سابقا، فترة الإصابة بقوله لقد كان وقتا صعبا بالنسبة لي، فأنا لاعب أحتاج دائما لمداعبة الكرة حتى في العطلة، لكنّي كنت مضطرا للخضوع لفترة نقاهة لأسابيع عدة، وكنت أكتفي بمتابعة مباريات الأرسنال من بعيد. أشعر دائما بثقة المدرب أرسين فينغر رغم ذلك، ففي مرحلة الإياب عاد أوزيل أقوى من السابق، وساهم بشكل كبير في إحراز فريقه للكأس وضمان مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وعن ذلك قال الدولي الألماني لصحيفة كيكر كنت أريد أن يرى الجميع عودة أوزيل، والفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي يجعل الموسم ناجحا وأنا فخور بذلك. ويضيف اللاعب الذي انتقل إلى صفوف أرسنال قبل عامين مقابل 50 مليون يورو أفضل اللحظات في الموسم كانت مباراتي الأولى بعد العودة، لعبنا ضد ستوك سيتي والجماهير كانت تصرخ باسمي عندما كنت أتدرب، كان شعورا رائعا. يحظى أوزيل بثقة كبيرة من مدرب أرسنال أرسين فينغر، فبمجرد تعافيه من الإصابة عاد المدرب الفرنسي ليعتمد على صانع ألعابه كلاعب أساسي وهو ما منح اللاعب ثقة أكثر في النفس وجعله يسترجع مستواه بسرعة، وعن ذلك يقول أوزيل عندما أشعر بثقة المدرب، تزداد ثقتي بنفسي أكثر، وهو ما أشعر به دائما مع أرسين فينغر. أوزيل عاد في مرحلة الإياب ليلعب في مركز خط وسط متقدم وهو ما ساعده على إبراز مؤهلاته أكثر، حيث كان وراء كثير من التمريرات الحاسمة لزملائه أسفرت عن أهداف في مرمى الخصوم. وعن ذلك يقول الدولي الألماني مركزي المفضل هو رقم 10، لكني لم أحاول يوما أن ألعب لمصلحتي مضيفا عندما غاب ماركو رويس عن المونديال بسبب الإصابة اضطررت للعب في الجناح. أنا ألعب في عدة مراكز وهذا لا يهم، الأهم هو أننا نعمل كفريق. أوزيل يرفض تلقيبه بالألماني التركي أبدى أوزيل مرارا امتعاضه من مناداته بالتركي الألماني، معتبرا أن ذلك يؤدي لتشويه صورته لدى الجمهور الألماني. وسبق لأوزيل أن قال لصحيفة بيلد الألمانية أنا الوحيد الذي يتم مناداته بهذا الشكل، فسامي خضيرة لا ينادونه الألماني-التونسي، كما لا ينادون لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه بالألماني-البولندي، مذكرا بأنه مولود في غيلسنكيرشن وترعرع في ألمانيا. يفاخر أوزيل، وهو أحد أبناء المهاجرين الأتراك بأنه يتمتع بثقافتين، وبأنه كلاعب كرة قدم اغتنم الفرصة لكي يدمج الانضباط والتكتيك الألماني بالتقنية التركية. وحول عدم مشاركته في النشيد الألماني قبل انطلاق المباريات أكد أوزيل بأنه يأمل أن لا يجرح شعور أحد، وأنه أثناء عزف النشيد يركز على المباراة ويصلي لنيل الفوز والبقاء بصحة جيدة. وكان مدير المنتخب أوليفر بيرهوف وصف مؤخرا كلا من أوزيل وخضيرة وايلكاي غوندوغان وشكودران مصطفى، بـقدوة المهاجر المثالي. أوزيل سيكون حاضرا كأساسي في مباراة ألمانيا وجبل طارق، التي ستجري السبت ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا، وعن هذه المباراة يقول اللاعب الذي خاض 64 مباراة دولية بقميص المانشافت جرت العادة أنّ أيّ فريق يواجه بطل العالم يسعى إلى أن يظهر بمظهر مشرّف ويضيف لم أشارك في مباراة الذهاب أمام جبل طارق بسبب الإصابة، لذلك لا أعرف الكثير عن هذا المنتخب، لكن الأكيد أننا سنعود بنقاط الفوز في تلك المباراة. كما يؤكد الدولي الألماني أن لا خوف على المانشافت في التصفيات الأوروبية رغم النتائج غير الإيجابية في بعض المباريات، وارجع أوزيل ذلك إلى الإعياء الذي ظهر على اللاعبين في الخريف الماضي وهو ما جعلهم يخسرون أمام بولندا ويتعادلون مع اسكتلندا ، ويضيف صانع ألعاب المنتخب الألماني لكن في آخر مباراة من التصفيات التي لعبناها في مارس ( آذار) أمام جورجيا أظهرنا للجميع أننا نسير في الطريق الصحيح، وهو ما سنعمل على تأكيده في المباريات المقبلة أيضا.