شرع عشرات الأسرى الفلسطينيين أمس، في إضراب مفتوح عن الطعام تضامناً مع القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير بلال كايد، واحتجاجاً على نقلهم عنوة إلى سجن آخر. وبذلك يقفز عدد الأسرى المضربين عن الطعام من 50 إلى نحو 300، من بينهم الأمين العام لـ «الشعبية» الأسير أحمد سعدات، وعضو لجنتها المركزية الأسير عاهد أبو غلمة. ومنذ أن شرع كايد في إضرابه قبل 51 يوماً، ارتفع مستوى التوتر في عشرات السجون التي تحتجز فيها إسرائيل أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، بعضهم أمضى أكثر من 30 عاماً، وعشرات آخرون قضوا أكثر من 20 عاماً في الحبس. وقال نادي الأسير الفلسطيني إن «أكثر من 300 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي يخوضون إضرابات مفتوحة عن الطعام، احتجاجاً على قضايا مختلفة».وأضاف نادي الأسير في بيان صحافي أمس، أن «285 أسيراً شرعوا في الإضراب المفتوح في سجني إيشل ونفحة، احتجاجاً على الممارسات التنكيلية التي تمارسها مصلحة سجون الاحتلال وقوّات القمع في حقهم، ومن بينها اقتحام وعمليات تفتيش يومية، إضافة إلى نقل أعداد من زملائهم الأسرى تعسفياً إلى سجون أخرى». وأوضح أن «كايد يواصل إضرابه لليوم 51 على التوالي، احتجاجاً على تحويله للاعتقال الإداري في يوم الإفراج عنه، وذلك بعد قضائه 14 عاماً ونصف العام في الأسر»، مشيراً إلى أن «40 أسيراً من الجبهة الشعبية يتضامنون معه، يمثلون الدفعة الثالثة من أفواج التضامن». ولفت إلى أن «خمسة أسرى آخرين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، وهم: محمود البلبول المضرب منذ الرابع من الشهر الماضي، وشقيقه محمد المضرب منذ السابع من الشهر الماضي، ومالك القاضي وعياد الهريمي المضربان منذ 15 الشهر الماضي، إضافة إلى عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين الصحافي عمر نزال، الذي بدأ إضرابه أمس. من جهة أخرى، قال النادي إن «أربعة أسرى آخرين من ذوي الأحكام العالية والسجن المؤبد يواصلون إضرابهم احتجاجاً على قرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقليص زيارات مندوبيها إلى زيارة واحدة شهرياً، وذلك منذ 18 من الشهر الماضي، هم: أحمد البرغوثي، ومحمود سراحنة، وزياد البزار، وأمين كميل». كما «يواصل الأسير وليد مسالمة إضرابه المفتوح منذ 18 من الشهر الماضي احتجاجاً على عزله (في زنزانة فردية)، منذ أكثر من 10 أشهر». بدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين إن «135 أسيراً تم نقلهم في تعسفياً من سجن إيشل إلى سجن أوهلي كيدار (أول من أمس) شرعوا في إضراب مفتوح عن الطعام رداً على عملية النقل التعسفي واقتحام السجن في شكل وحشي وتكبيل الأسرى وتفتيشهم وهم عراة بطريقة مذلة ومهينة». وأضافت الهيئة أن «حملة واسعة تقودها قوات كبيرة مدججة اقتحمت سجني نفحة وإيشل، ونقلت الأسرى بعد حشرهم في الغرف مكبلين وتجريدهم من ملابسهم تماماً وتصويرهم، ما دفع الأسرى إلى إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجاً على هذه الممارسات القمعية». وأشارت الهيئة إلى أن «120 أسيراً من سجن نفحة، و135 أسيراً نقلوا من سجن إيشل، شرعوا في إضراب مفتوح عن الطعام، وأن موجات جديدة ستنضم للإضراب رداً على هذه السياسة الخطيرة خلال الأيام القادمة». واعتبرت الهيئة في بيان صحافي أمس أن «ما يجري في السجون يأتي بقرار سياسي إسرائيلي، يهدف إلى استخدام الأسرى وسيلة لإشباع غرائز التطرف والعنصرية لدى حكومة إسرائيل». إلى ذلك، قال محامي الهيئة يوسف النصاصرة في بيان أمس، إن «الأسير وليد مسالمة من بلدة بيت عوا قضاء الخليل الموجود حالياً في سجن إيشل والمعتقل منذ 15 عاماً ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، مستمر في إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 18 على التوالي احتجاجاً على عزله الفردي بعد اتهامه بمحاولة الهرب من السجن». وأوضح النصاصرة أن «الأسير مسالمة يرفض أخذ كل أشكال المدعمات (الفيتامينات) وإجراء الفحوص الطبية، ويعتمد في إضرابه على الماء، وهو محتجز في زنزانة مساحتها متران مربعان فقط، ووضعه الصحي في تدهور مستمر، وسقط أول من أمس ثلاث مرات على الأرض ويتقيأ دماً، وفقد من وزنه خمسة كيلوغرامات حتى اليوم».