لم تعد قضية فلسطين تحتل المرتبة الأولى في سلم اهتمامات الوطن العربي، بل إنها لم تعد حتى ضمن الـ«Top 10» من القضايا التي تشغل الإعلام العربي أو تستأثر باهتمام الشعوب العربية، حتى دكاكين الشعارات لم تعد تضعها على أرفف الواجهة الرئيسية، ولم تعد حتى بضاعة «القومجية» الأساسية! السبب أن مشكلات وقضايا نشأت أشغلت الشعوب العربية في أنفسها، فالحرائق تشتعل في أركان الوطن العربي ومعاناة الشعوب العربية في سورية وليبيا والعراق واليمن باتت أشد وطأة منها في فلسطين! واللافت أن من أشعل هذه الحرائق وخلق هذه المعاناة هم من المتاجرين بشعارات القضية الفلسطينية، فإيران التي رفعت دائما شعار تحرير فلسطين، تقوم بغزو الوطن العربي عسكريا وأيدلوجيا، و أدواتها في تنفيذ ذلك هم رموز المقاومة والصمود والتصدي مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني وحزب الدعوة العراقي والحوثي اليمني والطوابير الخامسة في دول الخليج العربية! ورغم أن الأقنعة كُشفت، وأوراق التوت تساقطت، إلا أن الجمهور لم يعد مؤثرا، فكما كان صوته مجرد صدى للمتاجرين بقضاياه قديما، فإن احتجاجاته اليوم على ما يمارس في العراق وسورية وليبيا واليمن لا تبدو مؤثرة، فقضايا الشعوب العربية وعلى رأسها قضية فلسطين لم تكن يوما بالنسبة للمتاجرين بشعارات المقاومة والصمود والتصدي أكثر من وسيلة لا غاية لتحقيق أهداف تتجاوز فلسطين والعروبة وتحقيق أحلام الإنسان العربي! باختصار.. من انتظرنا منهم تحرير فلسطين احتلوا العراق وسورية ولبنان واليمن، والغزو الذي انتظرناه من الغرب جاءنا من الشرق!.