بينما يعاني مرضى الاكتئاب من الخضوع لسلسلة من التجارب العلاجية قد تستغرق كل منها 12 أسبوعا حتى التوصل لعلاج ملائم، من المتوقع أن يؤدي اختبار بسيط للدم إلى توفير كل هذه المعاناة الناتجة عن طريقة «التجريب والخطأ»، بحسب صحيفة ديلي تيليغراف البريطانية. فقد تمكن باحثون في جامعة كينغز كوليدج لندن من تطوير اختبار دم يجعل الأطباء يتوقعون بدقة مدى استجابة المرضى لأنواع معينة من العلاجات بدلا من تجريبها عليهم. ولا يستجيب حوالي نصف المرضى لمضادات الاكتئاب الشائعة، ويرون أنه من المستحيل تقريبا أن يحدد الطبيب أفضل خطة علاج. وستنشر الدورية الدولية لعلم الأدوية النفسية العصبية الثلاثاء، نتائج الأبحاث الجديدة. وقالت الطبيبة أناماريا كاتانيو، المشاركة في البحث من معهد الطب النفسي، وعلم النفس وعلم الأعصاب في الجامعة: إن الفحص الجديد يقرب الأطباء خطوة من وصف علاج «مصمم بشكل شخصي» لكل مريض على حدة. وأوضحت أن من المهم جدا حاليا إجراء دراسة طبية لمقارنة الممارسة الحالية في وصف الأدوية المضادة للاكتئاب، التي تعتمد على مبدأ «التجريب والخطا»، والمقاربة التي توصلنا إليها، والمعتمدة على العلاج النفسي المصمم شخصيا للمريض، بواسطة إجراء تحليل دم مسبق. وقال الطيبي كارميني باريانتي: إن الاختبار يوفر فهما جديدا تماما لمرض الاكتئاب، ذلك أنه يؤكد أن هذا المرض لا يصيب العقل فقط، بل انه يؤثر على الجسم والدماغ معا في ذات الوقت. وكان على مرضى الاكتئاب الخضوع لوصفات دوائية تجريبية لفترات طويلة تستغرق كل منها ما يصل إلى 12 أسبوعا حتى الاستقرار على علاج يلائم الحالة المرضية، الأمر الذي يعني أنه لا يمكن تحديد علاج دون أن يجربه المريض أولا. واختبار الدم الجديد، يعمل على تحديد مدى استجابة المريض مسبقا لنوعية معينة من العلاج. ويعمل على قياس مستوى مادتين في الدم يتم إنتاجهما بواسطة كرات الدم البيضاء، ويؤشران على وجود التهاب في الدم. ومستويات الالتهاب المرتفعة في الدم، التي تشير لتعرض الجسم للضغوط، تصاحب تماما الاستجابة الهزيلة لمضادات الاكتئاب التقليدية. وإذا تعدى المرضى حدا معينا، سيعرف الأطباء أنهم بحاجة لمضادات اكتئاب أكثر تعقيدا، وأحيانا ضمن تركيبة من مضادات الالتهاب.