عبر عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين والمسؤولين عن بالغ حزنهم لفقد احد رموز الاعلام في محافظة الاحساء، بعد ان فجع الوسط الاعلامي بخبر وفاة الزميل الكاتب في صفحة الرأي بجريدة اليوم فرحان بن فهد العقيل، اثر حادث مروري مؤلم بمنطقة خريص، ليوارى الثرى يوم امس الاول في مقبرة الجفر بالاحساء. ونقل الجسر الثقافي المشاعر الحزينة لزملاء واصدقاء الفقيد، حيث أكد مدير هيئة الري والصرف احمد الجغيمان بالاحساء أن الإعلام خسر بلا شك احد رموزه المتميزين في الطرح الجاد والعميق، من خلال مقالاته القوية والمفيدة، فيما خسرنا نحن في هيئة الري والصرف بالاحساء زميلا مجتهدا في العمل، حيث كان يعمل مديرا للعلاقات العامة في الهيئة ويشهد له الجميع بحسن اخلاقه وتعاونه مع الجميع، داعيا الله بالرحمة والمغفرة للفقيد وان يلهم اهله الصبر والسلوان. من جانبه قال الاديب الدكتور خالد الجريان: «لقد عرفت الأديب الإعلامي فرحان العقيل بثقافته وأخلاقه وأدبه، وكان صريحاً في تعقيبه وتعليقه، كما يتمتع بدماثة الخلق وحب الخير، ويعد من أفضل حفظة التاريخ الشفهي الأحسائي، وشاهدا على التحول الفكري والثقافي في المملكة - رحمه الله رحمة واسعة وغفر الله له. وذكر الدكتور محمد القحطاني: لقد فقدنا احد الاخوة الزملاء في هذا المجال والواقع انه قامة اعلامية كبيرة تستحق الذكر، اتمنى من الله ان يرحمه رحمة واسعة وان يسكنه فسيح جناته اللهم امين. وعلقت الكاتبة غادة البشر بعد سماعها بالخبر بالقول: الكاتب الصحفي الكبير فرحان العقيل لم يكن رجلا عاديا، بل رجلا نادرا وشهما، وفيا ومخلصا لوطنه ولقلمه، رجلا جمع كل صفات الرجل الحق، رجلا قدم منذ بداياته وحتى رحيله ما تعجز عن وصفه الكلمات، وهو مرجع في كتابته وفي انسانيته وشهامته وحبه لوطنه ولعمل الخير، فقد قدم للأحساء خاصة وللوطن عامة الكثير، وكان قلمه نبراسا للحق، لم يكن الزميل العقيل الا قلبا كبيرا، فهو القلب الكبير الذي استطاع بسعته ورحابته ان يكسب محبة واحترام كل من حوله، لقد فقدت الصحافة وفقد الإعلام رجلا لن يعوض، نسأل الله له جنة الفردوس. ونوه المدير التنفيذي لمركز جلوي بن مساعد لتنمية الطفل الدكتور احمد البوعلي بان خبر وفاة الإعلامي فرحان العقيل كان مؤلما على الجميع، فقد تأثر كل من علم بالخبر، مشيرا الى أنه - العقيل - يعتبر فقيد الاحساء وفقيد الصحافة المتوازنة والواعية، وقال: «أشهد بالله انه كان صاحب رسالة سامية ومحبا لدينه ومخلصا لوطنه، فريدا في تعامله، راقياً في أخلاقه، فرحان صحفي مخضرم له باع في الكتابة منذ الصغر، فهو صاحب قلم سيال، كما أنه مذيع مميز لطيف المعشر عنده قدرة على جمع الناس في الخير». وأضاف البوعلي: «كم من مشروع خيري سعى فيه وكم من بيت محتاج دل عليه وكم يتيم اعان على كفالته، من آخر أعماله الخيرة عيادته للشيخ طالب بن شريم في أمريكا وإعداد لقاء منشور مع سفير المملكة، هو نعم الصاحب في السفر وفي الحضر علاقاته مميزة مع الأمراء والحكماء والخطباء وعامة الناس، لذلك ادعو رجال اعمال الاحساء وكل محب لها ان يشرع في تشييد مسجد او عمل خيري ينفعه فقد كان مضحيا لوطنه في حياته لنكن اوفياء له بعد وفاته. يذكر أن الزميل فرحان العقيل من مواليد الأحساء ١٩٦٠، وقد حصل على درجة البكالوريوس إدارة اعمال من جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، وقد حصل على الماجستير تسويق من جامعة عمان وعمل مبكراً في الصحافة منذ عام ١٩٨٣ من خلال صحيفة اليوم، كما عمل معلما ثم وكيل مدرسة ثم مديراً للعلاقات العامة في هيئة الري والصرف بالأحساء، وعضو في صحف عدة، منها صحيفة اليوم، وله عدد من المشاركات المختلفة حقق من خلالها قاعدة متميزة بين زملائه الاعلاميين والكتاب. وقال أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور سامي الجمعان : حين داهمني الخبر المفجع فجراً على الواتس أب، ونتيجة لارتباكي الشديد خلته ليس فرحان فهد العقيل الذي أعرفه، فطفقت أبحث في الإنترنت على عجل كي لا أصدق ذاكرة الصداقة العميقة التي ربطتني بهذا الاسم أمداً بعيداً وزمناً طويلاً ؛ لم أجد ما يهديني من الأخبار الانترنتية عن المتوفى الحقيقي بهذا الاسم فاضطررت أن أبعث رسالة لأحد أقاربه ليرد عليّ على الفور: نعم هو زميلك الكاتب فرحان العقيل ،، لا أدري بعدها ما الذي دهاني من ألم وفقد وحزن، فهذا الرجل تربطني به علاقة وثيقة واحترام متبادل عميق للغاية؛ وتذكرت آخر رسالة بعثها لي وكانت تحمل وجهاً من أوجه حبه للحياة وللجمال، كانت أبياتاً شعرية كتبها وأراد رأيي فيها. وأضاف : ما أصغر الحياة وما أضعفنا نحن البشر، وما أحوجنا إلى هذه الذكرى الجميلة يوم أن نلقى الله على غير أهبة؛ كرحيل هذا الرجل النبيل الراقي الإنسان، رجل سجل ووثق اسمه في ذاكرة محبيه، وحفر له في حب الوطن وخدمة المجتمع مكاناً عالياً رفيعاً؛ رحم الله أبا فهد، وأسكنه فسيح الجنان .