لاتزال بعض المشكلات المتعلقة بموسم الحج تتكرر سنوياً على مرأى المسؤولين، سواء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو وزارة الحج السعودية، أهمها تأخر الموافقة على إصدار الجوازات المخصصة للحج، أو التأشيرات الخاصة بفئة المقيمين بصورة غير قانونية (البدون)، وكذلك عدم تحديد العدد الإجمالي المخصص لحملات الحج الكويتية. مواعيد التسجيل ولأن الحملات الكويتية بدأت استعداداتها النهائية لهذا الموسم المهم، فإن مثل تلك المشكلات تمنع أصحاب الحملات من معرفة العدد الإجمالي لمرافقيهم، وبالتالي صعوبة تحديد حجم الخدمات التي تحتاج إليها كل حملة، وحسب مصادر مطلعة، فقد اقتربت الأغلبية العظمى من هذه الحملات من إغفال باب التسجيل لديها، خصوصا أن الوزارة حددت تاريخ 8 أغسطس الحالي آخر موعد لتسجيل الراغبين في أداء فريضة الحج من الوافدين أو البدون، في حين سيكون آخر يوم لتسجيل الحجاج الكويتيين 29 الجاري، مؤكدة أن الوزارة مقصرة هذا العام في الجانب الإعلامي والإعلاني عن هذه المواعيد، لاسيما أن أغلب الراغبين في الحج لا يعلمون عنها شيئا! العدد الإجمالي وأوضحت المصادر لـ«الجريدة»، انه رغم أن بدء مغادرة الحملات سيكون بين الرابع والسادس من ذي الحجة القادم (5 إلى 7 سبتمبر)، فإن بعض الحملات لم تستقر على عدد معين حتى الآن، خصوصا مع وجود توقعات بزيادة العدد الإجمالي المخصص للحملات الكويتية بعد مخاطبات قامت بها وزارة الأوقاف الكويتية ممثلة بمكتب شؤون الحج ووزارة الحج السعودية، إذ كان العدد في السنوات السابقة 6400 حاج. ولفتت إلى أن هناك توقعات بزيادة العدد بعد موافقة الجهات المعنية السعودية، علما بأنه في هذه الحالة سيشمل بعض الفئات التي حددتها الوزارة، لتكون ضمن حجاج هذا العام، خصوصا ضمن الحج الميسر (الحج منخفض التكاليف)، فضلا عن تكرار مشكلة الحجاج البدون التي تنقسم إلى شقين الأول يتمثل في عدم وجود جوازات لدى البعض، والثاني عدم وجود تأشيرة تسمح لهم بدخول الأراضي السعودية لأداء فريضة الحج، متوقعة أن تتكرر معاناة هذه الفئة في الحصول على التأشيرة في وقت مبكر تمكنهم من الاستعداد بشكل كاف قبل المغادرة. أسعار خيالية وأشارت إلى أن العدد الإجمالي للحملات المعتمدة رسمياً من وزارة الأوقاف هذا الموسم 75 حملة، مخصص لكل واحدة 81 حاجا من بينهم 7 وافدين، ومثلهم من غير محددي الجنسية، إذ تم تحديد الرسوم التي تتقاضاها الحملات بين 1950 إلى 2250 دينارا عن طريق الجو، أما عن طريق البر أو السيارات الخاصة فتتجاوز 1650 دينارا للحاج، وهي أسعار ربما تزيد أو تقل قليلا سنويا، منوهة إلى وجود بعض الحملات التي تقدم خدمات من نوع آخر (VIP)، مثل طائرة خاصة، وسيارة خاصة للتنقل في الأراضي المقدسة، إضافة إلى السكن في فندق التوحيد الذي يعد من أفخم وأغلى الفنادق المحيطة بالحرم المكي، أو برج الساعة، كما تتضمن تلك الخدمات توفير الهاتف الجوال، وعمل مساج للحاج، ووجبات غذائية من أرقى البوفيهات، وغيرها من الخدمات. وبينت أن تكلفة الحاج المرافق لهذه الحملات تصل إلى 6 آلاف دينار، فضلا عن طلبات إضافية غير مبررة يطلبها بعض الحجاج من الحملة لمجرد التباهي أمام الآخرين، علما بأن معظم تلك الخدمات تقدمها بقية الحملات، إلا أن التفاخر بين بعض الحجاج وصل إلى أن البعض يسأل غيره عن سعر الحملة التي جاء معها! المسار الجديد أحد أصحاب الحملات أكد أن «الحملة أنهت كل إجراءاتها الخاصة بمرافقيها من الحجاج، سواء حجوزات السكن أو التصاريح»، مشيرا إلى أن «المسار الجديد الذي حددته الجهات المعنية في السعودية كان مفاجئا للحملات، إذ تم فرض رسوم علينا دون إعلامنا بأي تغيير قبل أن ندفع رسوم الفنادق والسكن»، منوها إلى أن «مكتب شؤون الحج في الكويت لا علاقة له بهذا الموضوع، خصوصا أن التعاميم صادرة من قبل وزارة الحج السعودية، وكنا نتمنى أن تبادر الجهات المسؤولة هناك إلى إخبارنا بهذا التغيير قبل قيامنا بدفع المبالغ الخاصة بالسكن، إذ قامت بعض الحملات بدفع المبالغ كاملة، في حين قامت أخرى بدفع نصف المبالغ». الحجاج البدون من جهته، أعرب صاحب حملة آخر عن استغرابه عدم إصدار جوازات خاصة للبدون حتى الآن، خصوصا أنه لم يتبق على موعد المغادرة سوى شهر واحد فقط»، موضحا أن «النظام الخاص بتسجيل الحجاج سيغلق خلال أيام، وأغلب الراغبين في أداء الحج لا يمتلكون جواز الحج الذي تخصصه وزارة الداخلية لهذه الفئة، فمتى سيتم إصدار الجواز، ومتى يقوم الحاج بالتسجيل، ومتى سيحصل على التأشيرة»، مؤكدا أن «هذه المشكلة تتكرر سنويا أمامنا كأصحاب حملات ونعاني عملية تسجيل البدون، ويحملنا بعضهم هذه المسؤولية، لذا نأمل أن تبادر الجهات المعنية، سواء في الكويت أو السعودية، إلى معالجة هذه المشكلة بشكل نهائي من خلال التنسيق بين تلك الجهات، بما يسمح لأبناء هذه الفئة من التسجيل في الحملات دون معوقات أو مشاكل».