فقدت شرطة منطقة المدينة المنورة فجر الجمعة الفائتة واحدًا من أكفأ ضباطها العميد عبدالله بن فهد السحيمي إثر نوبة قلبية مفاجئة، وكان العميد السحيمي مساعد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة للعمليات والتطوير الإداري في العمل الأمني قد تدرج من رتبة ملازم قبل نحو 27 عامًا حتى تمت ترقيته مطلع العام 2012 إلى رتبته عميد وقبل نحو شهر صدر قرار مدير الأمن العام بتعيينه مديرًا لشرطة منطقة نجران قبل أن يلقى وجه ربه عقب صلاة فجر الجمعة الفائتة صائمًا ليشيعه الآلاف من المصلين في المسجد النبوي الشريف عقب صلاة الجمعة ويدفن في بقيع الغرقد. صدمة رحيل العميد السحيمي ارتسمت على وجوه المعزين في بقيع الغرقد من أقاربه وزملائه عقب مواراته الثرى حيث اجمع الكل على ان الفقيد لقي وجه ربه في يوم مبارك في شهر مبارك بنفس مطمئنة راضية تحفه دعوات آلاف المسلمين ممن أدوا عليه صلاة الميت في المسجد النبوي الشريف. ووصف مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء سعود الأحمدي خبر وفاة العميد عبدالله السحيمي بالفاجعة ويضيف عقب تقديمه التعازي في الفقيد: رحم الله العميد عبدالله الرجل الذي أحبه الجميع رجلٌ تعلو السماحة وجهه، يهب لمساعدة كل من يحتاج للمساعدة سواء أكان يعرفه أو لا يعرفه عرفه الناس جوادا ومتواضعا أحبه كل من عرفه وصادقه رحم الله هذا الرجل الذي فقدناه، ونبتهل الله في هذه الأيام الفضيلة أن يتغمده برحمته ويدخله جنانه وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. اللواء صالح القرافي مساعد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة للأمن الجنائي يقول: علمت بوفاة الفقيد في تمام السابعة صباحًا عن طريق رسالة جوال شرطة منطقة المدينة المنورة ووقع الخبر علي كالصاعقة حيث كانت صدمة وفاجعة لي ولكل زملائه فالفقيد من خيرة منسوبي شرطة المنطقة ويتسم بالأخلاق وحسن التعامل مع الجميع ورجل لا نزكيه على الله فاعل للخير محب للجميع، مشهود له بالكفاءة العالية بالعمل وبالتعامل كان مديرًا لمركز شرطة العقيق قبل أن ينقل إلى مديرية شرطة المنطقة، ويضيف اللواء القرافي: الفقيد كان من خيرة من عمل بالأمن الجنائي في المنطقة ندعو المولى أن يسكنه الجنة ويتغمده بواسع رحمته ويلهمنا نحن وأهله الصبر والسلوان. ويتحدث الدكتور عبدالله بن مرزوق السحيمي شيخ قبيلة السحمان من حرب فيقول: رحم الله الفقيد قبل ساعات من وفاته قابلته متجهًا على قدميه للمسجد النبوي الشريف لأداء صلاة التهجد، حيث توقفت عنده وطلبت أن اصطحبه إلى حيث يريد ولكن رد رحمه الله: إنني احتسب أجر خطواتي للمسجد النبوي عند الله في هذه الليلة المباركة.. ليتوقف الدكتور السحيمي عن الحديث ويضيف والله ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك يا ابا ناجي لمحزونون لكن ما نقول الا ما يرضي ربنا: اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان. العميد عبدالله عايض الحربي كان أكثر الناس تأثرا برحيل العميد السحيمي قال: لـ»المدينة» بحزن كبير: الفقيد صديق طفولة ودراسة من المراحل اﻻبتدائية وتخرجنا في الكلية الأمنية وتعينا سويًا ولم نفترق طيلة حياتنا بل هو اقرب صديق لنفسي تربطني به علاقة أكثر من علاقة أخ بأخيه.. ليرحل أبا ناجي تاركًا خلفه تاريخًا مشرفًا وعلمًا طيبًا يتذكره الجميع ويستطرد العميد الحربي قائلًا: قبل فترة بسيطة صدر قرار بتوجيهنا للعمل خارج المدينة وانأ سأباشر في شرطة منطقة مكة المكرمة والمرحوم في شرطة نجران كان يحدثني رحمة الله أننا سنبتعد عن بعضنا وكانت أمنيته أﻻ يغادر المدينة ويدفن بها شأت إرادة الله سبحانه وتعالى أن ينتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا بإذنه تعالى واسأل الله جلت قدرته في هذه الأيام المباركة انه كما اجتمعنا في الدنيا أن نجتمع في الفردوس الأعلى . من جهته يقول صديقه أبو شباب الحربي: رحمك الله يا أبا ناجي عرفناك نعم الرجل وعرفنا فيك كل الخير وحب الناس ومساعدتهم رحلت عن دنيانا في يوم عظيم وفي أيام فضيلة وأنت ما تزال مشرعا سيفك لم تتقاعس يومًا عن أداء واجبك الوطني فكنت لا تكل ولا تمل في أداء عملك في الشرطة على الوجه الذي يرضي الله ثم دينك ومليكك رحلت يا أبا ناجي والجميع يعرف فيك وبك دماثة الأخلاق متواضعًا ومحبًا لمن حولك حنونًا على الكبير ومرشدًا للصغير.. ترشد كل من يخطئ لم تلوح يومًا بالعصا حتى لمن اخطأ ولكنك بكلماتك وإرشادك ودماثة خلقك وطيب معدنك ترشد الضائع للطريق الصواب نعم يا أبا ناجي مت حبًا وعشقا للوطن. المزيد من الصور :