يزداد شيوع سرطان البروستات بين الرجال. لكن سمح التقدم الحاصل في هذا المجال بزيادة حالات الشفاء وتلاشي الأعراض فترة طويلة. من خلال البحث عن ارتفاع غير طبيعي لمستوى مستضد البروستات النوعي في الدم (مؤشر على وجود مرض سرطاني أو حميد في نسيج البروستات)، يمكن معالجة حالات السرطان ومتابعتها قبل أن تبلغ مراحل متقدمة، ويمكن تسجيل نسبة شفاء مرتفعة. اليوم، يكشف الاختصاصيون عن أمراض سرطانية متقدمة في %10 من الحالات فقط. المراقبة كافية أحياناً أدى الاستعمال الروتيني لفحص الكشف عن سرطان البروستات، إلى استخدام علاجات مفرطة تشمل الجراحة أو العلاج بالأشعة أو الأدوية، وتسبّب بعض الآثار الجانبية. ثمة مقاربة جديدة قيد التطوير وترتكز على المراقبة النشطة. حين يبدو السرطان موضعياً وغير عدائي، تقترح هذه المقاربة على المريض متابعة طبية سنوية (مع قياس جرعة مستضد البروستات النوعي واستعمال التصوير بالرنين المغناطيسي وإجراء فحوص خزعة جديدة)، للتأكد من أن السرطان يبقى خامداً. لا يصف الأطباء أي علاج إلا إذا “استيقظ” الورم أو تطوّر. علاجات مُركّزة تستهدف الجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الإشعاعي الموضعي كامل البروستات. لكن منذ بضع سنوات، ظهرت تقنيات “مُركّزة” بمعنى أنها تكتفي بالقضاء على جزء من الغدة التي تشمل الورم. يمكن أن تستعمل هذه الوسائل الموجات فوق الصوتية والعلاج بالتبريد أو العلاج الإشعاعي الموضعي، عبر زرع حبيبات من اليود المُشِعّ على جزء من البروستات. تهدف هذه العملية إلى معالجة ما يكفي من النسيج للحد من الآثار الجانبية التي تنعكس على المسالك البولية والعلاقات الجنسية. زيادة العلاجات الفردية تقيّم مؤشرات بيولوجية ونسيجية مختلفة مدى عدائية الورم (لا سيما مقياس غليسون)، حتى لو كان حجمه صغيراً. تسمح هذه العناصر بتحديد المرضى الذين يستطيعون الاكتفاء بالمراقبة النشطة أو العلاج البؤري. يتعلّق أكبر تقدم حاصل في السنوات الأخيرة بالتصوير بالرنين المغناطيسي لأنه فاعل جداً لقياس حجم الورم ومستوى عدائيته. كذلك يسمح بتقييم بعض خصائص خلايا الأورام التي تنذر بانتشار المرض. مساعدة الروبوتات تُشكّل جراحة البروستات بمساعدة الروبوتات %25 من الجراحات في فرنسا (%80 في الولايات المتحدة). يبدو أن هذا النوع من الجراحات فاعل وتقليدي في آن وقد يخفف الآثار الجانبية المحتملة. في حالات مماثلة، تتراجع مدة الإقامة في المستشفى ويتسارع مسار تجدّد الوظيفة الجنسية، لكن تبقى هذه الجراحة مكلفة. أدوية خارقة منذ 15 سنة، كانت أمراض السرطان النقيلي تُعالَج بالعلاج الهرموني طوال الحياة، ثم ظهرت العلاجات الكيماوية التي تستعمل التاكسان بعد عام 2000. ومنذ خمس سنوات، طُرحت جزيئات جديدة لتعزيز فاعلية إعاقة التستوستيرون وتُعرَف باسم “التاكسان الخارق”. يسمح كل منتج جديد بالنجاة لفترة إضافية تصل إلى ثلاثة أو أربعة أشهر. ألو دكتور أعاني ارتفاع ضغط الدم، فنصحني أحد أصدقائي بتناول مكملات غذائية تحتوي على بوتاسيوم. هل هذه الفكرة جيدة؟ وإن كانت كذلك، ما هي الكمية التي يجب أن أتناولها؟ سؤال رائع ويطرح مراراً وتكراراً، ولسبب وجيه، تختلف استخدامات البوتاسيوم وفوائده بين فرد وآخر وبين حالة وأخرى. الإجابة الموجزة هي «كلا»، لا يجدر بك تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على بوتاسيوم إلا إذا وصفها لك طبيبك. دعني ألخّص لك السبب أدناه. أولاً، من الأفضل أن تحصل على البوتاسيوم من الطعام بدلاً من الأقراص. كثير من الفاكهة والخضراوات غني بالبوتاسيوم، بما فيها السبانخ والبطاطا الحلوة والشمام والموز والأفوكادو. (إن كنت ترغب في إلقاء نظرة على رسم بياني للأطعمة الغنية بالبوتاسيوم زر موقع www.health.harvard.edu/100). وتساعد الحمية الغذائية الغنية بالبوتاسيوم في التحكم بضغط الدم وأُثبتت علاقتها بالحد من خطر الإصابة بسكتة دماغية. ولكن الحميات الغذائية من هذا النوع تميل إلى أن تحتوي على نسب منخفضة من الصوديوم وتضم عناصر غذائية صحية أخرى، ما قد يؤدي إلى ملاحظة التحسن في مستوى ضغط الدم. هنا يصبح الأمر مربكاً بعض الشيء. فكثير من أدوية ضغط الدم، خصوصاً الأدوية الأكثر وصفاً المعروفة بمدرات البول، بإمكانها أن تؤثر في مستوى البوتاسيوم في جسمك. ولكن فيما يميل بعض مدرات البول إلى الحد من نسبة البوتاسيوم، تتميّز مدرات البول الأخرى بتأثير معاكس. وقد يؤدي بعض مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، مثل اللينوسبيريل (برينفيل، زيستريل) أو الراميبريل (ألتاسي)، إلى زيادة مستويات البوتاسيوم. كذلك الأمر بالنسبة إلى المسكنات الشائعة مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين) أو النابروكسين (أليفي). الحفاظ على النسبة المناسبة من مستويات البوتاسيوم في دمك أمر في غاية الأهمية، لأن هذا المعدن يؤدي دوراً أساسياً في وظائف الأعصاب والعضلات، بما في ذلك عضلة القلب. وتساعد كليتاك في ضبط مستويات البوتاسيوم في دمك. ولكن التقدم بالعمر وفشل القلب وبضع حالات أخرى قد تعيق وظيفة الكليتين. نتيجة لذلك، يمكن أن ترتفع مستويات البوتاسيوم كثيراً، ما يؤدي إلى مشاكل خطيرة في ضربات القلب وربما إلى سكتة قلبية. وبسبب هذا الخطر المحتمل، حدّت إدارة الأغذية والعقاقير المكملات الغذائية التي تحتوي على بوتاسيوم بنسبة كبيرة (بما فيها أقراص الفيتامينات المتعددة والمعادن) إلى أقل من 100 ميليغرام. لا تشكل هذه النسبة سوى 2 بالمئة من 4700 ملغ من المدخول الغذائي الموصى به للحصول على البوتاسيوم. سيتحتّم عليك تناول كثير من الأقراص لتقترب من هذه الكمية، سبب آخر يجعلك تحصل على العناصر الغذائية من المأكولات. مع ذلك، تجد في متاجر البقالة بدائل الملح التي يمكن أن تحتوي على كميات أكبر من البوتاسيوم. وقد يجرّب هذه المنتجات الأشخاص الذين يحاولون الحد من تناول البوتاسيوم. وتحتوي ربع ملعقة من أحد هذه المنتجات على نحو 800 ملغ من البوتاسيوم. إن كنت تستهلك مدرات البول التي تقتصر على البوتاسيوم، مثل السبيرونولاكتون، عليك أن تتجنّب بدائل الملح والأطعمة الغنية بالبوتاسيوم. مع ذلك، إن كنت تتناول مدرات البول التي تحدّ من مستويات البوتاسيوم، مثل الهيدروكلوروثيازيد أو الفوروسيميد، فقد يصف لك طبيبك أقراص البوتاسيوم التي تشعرك بالراحة، وتحتوي على 600 إلى 750 ملغ من المعادن. وإن كنت تستهلك أي نوع من مدرات البول أو مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، اسأل طبيبك إن كنت بحاجة إلى فحص نسبة البوتاسيوم في جسمك ووظائف كليتيك بشكل دوري، وذلك كي تبقى على بر الأمان.