×
محافظة المنطقة الشرقية

الحمود: المشاريع الصغيرة والمتوسطة إحدى الدعائم الرئيسية للاقتصاد

صورة الخبر

العام 1964 كان الخليج قد بدأ الخروج من عالمه القديم والدخول في دنياه الجديدة. بدأت موجة الاستقلال الهادئ في الكويت العام 1961. ودخلت «الديرة» نادي الدول في الجامعة العربية والأمم المتحدة. وأخذت فورًا تسعى إلى دور متقدم. وما بين الكويت في أول الخليج، وعُمان على مضيق هرمز وبحر العرب، كانت الإمارات الأخرى لا تزال تنتظر موعد الاستقلال عن «الحماية» البريطانية أوائل العقد التالي. في هذا العام قررت الجامعة العربية أن تعبر أسلاك الحراسة البريطانية للمرة الأولى من أجل التعرف عن كثب إلى الإمارات الصغيرة المنتشرة على ضفاف الخليج، البحرين وقطر وأبوظبي والشارقة ودبي ورأس الخيمة وأم القيوين والفجيرة. وأما «مسقط وعُمان» فكان السلطان سعيد بن تيمور يغلق أبوابها وقلاعها وخلجانها في وجه الجميع، دخولاً وخروجًا. وكانت تلك حالة من حالات القرون الوسطى، سوف ينهيها ابنه الوحيد قابوس، العائد خريجًا من كلية ساند هيرست العسكرية. تشكل وفد الجامعة العربية في الجولة على الخليج، من أمينها العام، الدكتور عبد الخالق حسونة، ومساعده الدكتور سيد نوفل، وسفير السعودية في الكويت محمد منصور الرميح، ومندوب العراق محمود الداود، ومندوب الكويت بدر الخالد، وهو أول طيار كويتي أصبح كبير الموظفين في وزارة الخارجية التي آلت أعمالها إلى الشيخ صباح الأحمد. وقد رافق الوفد الرسمي صحافيان: زكريا نيل، محرر الشؤون العربية في «الأهرام»، والداعي لكم بطول العمر. بدأ الوفد جولته في البحرين، وكانت لا تزال يومها مخزن الخليج وحديقته. إليها يأتي البعض للتسوق، ويأتي البعض الآخر إلى مدارسها، والبعض الثالث، كما روى محمد الفطيم في سيرته الأخاذة «من المِحِل إلى الغنى»، للتدرب على شؤون العمل والتجارة ومسايرة العالم الحديث. وكانت البحرين أيضًا، مطار المنطقة. فالطائرات عابرة المسافات الطويلة لم تكن عرفت بعد. وفيها كان المقر الإقليمي لشركة الطيران البريطاني عبر البحار (لاحقًا بريتش إيرويز). غير أن المطار نفسه كان صغيرًا ومبناه في حجم غرفتين من مبنى مطارها اليوم، يقوم على حراسته عدد قليل من رجال الشرطة بقبعات لها ريش، وفيه من الهدوء والانتظار أكثر بكثير مما فيه من الحركة. وصولاً أو مغادرة. ثمة سحر للبحرين لا أستطيع تحديده. كانت لا تزال كلها على عتقها الجميل. أسواقها الصغيرة المسقوفة، والقبة البيضاء لدائرة الشرطة وسط المنامة، والسيارات البريطانية القديمة، وفندق البحرين القديم، والسكينة على وجوه الناس. وفي الفندق القديم نزل جميع الوفد. وإشراقة الصباح كانت تبدأ مع ابتسامة عبد الخالق حسونة باشا. وكانت تلك أول مرة أتعرفُ إلى باشا، خارج السينما. وأي باشا كان، الباشا عبد الخالق.