×
محافظة المدينة المنورة

الرئيس التركي يزور المسجد النبوي

صورة الخبر

أشار محللون إلى أن العرض الذي تقدمت به الولايات المتحدة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يعكس بوضوح حجم الشكوك التي تراودها في احتمال لجوء النظام السوري لأسلوب المماطلة والمراوغة، مشيرين إلى أن واشنطن لا تطعن في كفاءة المفتشين الدوليين أو مصداقيتهم، لكنها تخشى من وقوعهم في "فخاخ التضليل" التي استمرأ نظام الأسد نصبها. وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "أميركان يونيفرستي" بواشنطن ديفيد كيلر في تصريحات إلى "الوطن" إن الإدارة الأميركية تخشى من تسريب بعض هذه الترسانة إلى دول الجوار، وبالذات إلى مقاتلي حزب الله اللبناني، لذلك تريد أن تتأكد عبر هذه الوحدة من تدمير كل الأسلحة السورية الفتاكة، وعدم تهريبها إلى دول الجوار. وأضاف "هناك بعد إضافي في هذا الأمر، وهو أن واشنطن تريد الانتهاء من عملية تدمير الأسلحة السورية في أسرع وقت ممكن، واستعانتها بهذه الوحدة يمكن أن يكلفها الكثير من الأموال لنقلها وإعادة تركيبها، وإصرارها على الاستعانة بها يشير بوضوح إلى الأهمية التي توليها لمسألة القضاء على الترسانة السورية، لقناعتها أنها تشكل تهديداً صريحاً للمنطقة برمتها، كما تخشى من وقوعها في أيدي جماعات متطرفة". وكشف كيلر لـ"الوطن" أن طاقم خبراء مؤلف من 15 فرداً يدير الوحدة الأميركية، التي يمكنها إنجاز المهمة في زمن قياسي. من جانبه طالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة كينتاكي مارتن بوسكو المنظمة الدولية بالنظر بجدية في العرض الأميركي، وقال "تدمير الأسلحة السورية هو عمل ضخم ينبغي على المجتمع الدولي بأسره أن يساهم فيه. وقد فوجئ فريق الخبراء التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالمخزون الضخم الذي تمتلكه دمشق. ومع أن الفريق الأممي قادر ومؤهل، إلا أن المجتمع الدولي يريد إنجاز هذه المهمة التاريخية في أسرع وقت ممكن. ولا بد من التأكيد على أن تفكيك تلك الأسلحة يدوياً أو بواسطة معدات غير متطورة يؤدي إلى إهدار الكثير من الوقت". وأضاف أنه لأجل ذلك جرى الاتصال بعدد من الدول بالفعل للإسهام بفنيين من أجل المساهمة. وكانت واشنطن قد عرضت على المنظمة التي تعمل في دمشق لتدمير الترسانة السورية الاستعانة بوحدة متنقلة لتدمير تلك الأسلحة الفتاكة. في سياق منفصل، أبدت روسيا وقوفها إلى جانب الدعوة الأميركية بفرض هدنة مؤقتة لمساعدة فريق التفتيش الأممي في إنجاز مهمته في تدمير الأسلحة السورية. وقال مندوبها الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين "تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع في سورية سيسهل عمل البعثة الدولية لتدمير السلاح الكيميائي". وأضاف في تصريحات أمس قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك "مثل هذا الإجراء سيكون مفيداً جداً. وسيسهم في تسهيل عمل الخبراء كثيراً". من جهة أخرى، شكك المحلل والباحث في شؤون الشرق الأوسط دانييل ديبتريس في مدى التزام نظام الأسد بمجريات عملية نزع الترسانة الكيماوية الضخمة التي تمتلكها بلاده، وتعاونه مع المفتشين والخبراء الدوليين. وقال "سجل الرئيس السوري خلال الأزمة لا يدعم إمكانية التوصل إلى اتفاق مع المجتمع الدولي لتدمير هذه الترسانة الخطرة. فقد اعتاد على التملص من المواثيق والاتفاقيات ما إن يوقعها نظامه، وخاصة مع بدايات الأزمة التي تعصف بسورية منذ أكثر من عامين، وقبل أن تتحول إلى حرب أهلية تنذر بالانتشار في هشيم المنطقة". ودعا أوباما إلى ضرورة الإبقاء على التهديد العسكري قائماً.