أنقرة - وكالات - أحال «المجلس العسكري الأعلى» التركي 48 جنرالاً وأدميرالاً، ممن ينتظرون ترقيات على التقاعد، ورفّع 16 جنرالاً وأدميرالاً، رتبة واحدة في السلّم العسكري، و99 عقيداً إلى رتبة جنرال وأدميرال، ومدّد مهام 20 جنرالاً وأدميرالاًعاماً، وذلك خلال اجتماعه، أول من أمس، في مقر رئاسة الوزراء، للمرة الاولى في تاريخه، وبعد يوم من فصل الجيش ما يقرب من 1700 من أفراده، بسبب دورهم في محاولة الانقلاب التي وقعت 15 الجاري. وعقب الاجتماع، أعلن الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين، خلال مؤتمر صحافي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان وافق على قرارات «المجلس»، التي أبقت على رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار في منصبه، وكذلك أبقت قائد القوات البرية الفريق أول صالح زكي جولاق، وقائد القوات البحرية الفريق أول بحري رجب بولنت بوستانجي، وقائد القوات الجوية الفريق أول عابدين أونال، في مهامهم. وقرر «المجلس» تعيين الرئيس الثاني لهيئة الأركان الفريق أول يشار غولر قائداً عاماً لقوات الدرك (الجندرمة) وتعيين قائد الجيش الأول الفريق أول أوميت دوندار، رئيساً ثانياً لهيئة الأركان. كما عيّن «المجلس» الفريق أول حسن كوجوك آق يوز قائداً لقيادة الدفاع الجوي الصاروخي والقوى الجوية القتالية، والفريق أول موسى أفسافا، قائداً للجيش الأول، والفريق أول إسماعيل متين تمال قائداً للجيش الثاني، والفريق أول طاهر بكر أوغلو قائداً لقيادة تدريب القوات البرية والتعبئة المعنوية. وأشار كالين إلى أنَّ «المجلس» أبقى على قائد الجيش الثالث الفريق أول إسماعيل سردار سافاش، وقائد جيش بحر إيجة الفريق أول عبد الله رجب، في مهامهما. من جانبه، أفاد أردوغان بأن بلاده ستواصل اجتثاث عناصر منظمة «الكيان الموازي» (التابعة للداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والمتهم بتدبير الانقلاب). وفي كلمة أمس، اثناء زيارته مقر القوات الخاصة في انقرة الذي تعرض للقصف من قبل الانقلابيين، انتقد أردوغان بشدة تصريحات اثنين من المسؤولين الأميركيين، في شأن أن اعتقال ضباط من الجيش التركي قد يؤثر على مكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، معتبرا ذلك «تدخّلا في الشأن التركي». وقال أردوغان بغضب، مخاطباً المسؤوليْن: «من أنتما ؟ يجب أن تعرفا حجمكما»، متهماً المسؤولين الأميركيين بـ « الانحياز إلى الانقلابين». وكان مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر والجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية، أشارا خلال «منتدى أسبن» الأمني في ولاية كولورادو إلى أن الاعتقالات التي التي تطال عسكريين اتراك عملوا مع الولايات المتحدة ضد «داعش» تضعف الحرب على التنظيم. من ناحيته، وصف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو تصريحات كلابر وفوتيل بـ «السخيفة» و»المؤسفة». وفي لقاء مع الصحافة الاجنبية في انقرة، أوضح الوزير التركي أن الجيش سيواصل مكافحة «داعش» وسيخرج اقوى، بعد عملية التطهير الواسعة النطاق، معتبراً أن التشكيك في قدرة الجيش التركي على مكافحة هذه «داعش» بعد الانقلاب الفاشل «يكشف عن قلة معرفة (...) إن لم يكن عن نوايا سيئة». وتابع جاويش أوغلو، مؤكداً أن التطهير في الجيش «سيجعله اكثر ديناميكية (...) وفعالية». بدوره، قال رئيس الوزراء بنيلي يلديريم، في كلمة امام حشد جماهيري، في أنقرة: «سنغلق قاعدة أقينجي الجوية شمال العاصمة، إضافة إلى كل الثكنات التي أرسلت دبابات وأقلعت منها مروحيات». أضاف أن يوم 15 الجاري «أزال الفوارق بين جميع اطياف الشعب، وجمع الاحزاب السياسية تحت العلم التركي الاحمر». في السياق، أوضح وزير الداخلية إفكان ألّا أن السلطات اعتقلت أكثر من 18 ألف شخص، بينهم 9677 تقرر احتجازهم رسميا وهم في انتظار المحاكمة، و ألغت جوازات سفر نحو 50 ألفاً. واستمراراً لحملة الاعتقالات و»التطهير»، أفاد وزير العمل سليمان صويلو بأن السلطات تحقق مع 1300 من موظفي وزارته، موضحاً أن الحكومة ستعيد النظر قريبا في قرارها منع الموظفين الحكوميين من السفر. كما أحيل 21 صحافيا الى المحكمة في إسطنبول، بينهم الصحافية البارزة نازلي إليجاك.