×
محافظة المنطقة الشرقية

تفكيك خلية إرهابية موالية لـ"داعش" بالمغرب

صورة الخبر

مع الإعلامي اللامع الدكتور سليمان الهتلان وبرنامجه المميز «حديث العرب» الذي يذاع على قناة سكاي نيوز عربية، تابعت لقاءه مع الأديب والأستاذ معجب الزهراني، شدني الدكتور معجب في تحليله لحال التوحش ورفض الآخر في مجتمعنا، وروى قصة حدثت له في قريته في الباحة عندما صادف سياحاً فرنسيين هناك ودعاهم إلى منزله، وكان إمام المسجد هو قريب للدكتور وكان تصرف ذلك الإمام مع هؤلاء السياح الغربيين في قمة التحضر والكرم، إذ لم ينقطع ذلك الإمام الطبيعي من توزيع الفاكهة على الضيوف والضيفات الفرنسيات. محزن أن نتذكر كم كنا طبيعيين وجميلين مع الآخرين والفترة تلك ليست طويلة في عمر الشعوب، ولكن هذا ما جنته الصحوة أو كما أطلق عليها الدكتور معجب «الغفلة»، وهي بالفعل أسست للكثير من التطرف والتشدد في مجتمعنا، وقادت بعضه إلى الإرهاب ومحاولة إصلاح قضايا العالم وكأننا نعيش في مجتمع ملائكي. المفرح بالنسبة لي هو أن يتقلد مثل الدكتور معجب الزهراني منصب مدير معهد العالم العربي في باريس أحد أهم المراكز الثقافية، وكم كنا نعاني وننادي بأن يكون لأبناء وبنات وطننا حضور في المنظمات الإقليمية والدولية، بخاصة أن المملكة من الدول الداعمة في المجالات الإنسانية والثقافية على المستوى الدولي، وعلى رغم ذلك نجد قلة من أبناء المملكة في مناصب قيادية في تلك المنظمات مقارنة بجنسيات عربية أخرى، ولكن للأسف هذا هو واقع الحال، وأتمنى أن يكون وجود الدكتور معجب على رأس هذا الصرح الثقافي فرصة لنا كدولة ومجتمع لإيصال صوت وصورة المملكة للعالم من خلال ذلك المركز، وكلنا يعرف أن الثقافة والفنون من أدوات الدبلوماسية الناعمة المؤثرة في الشعوب، وتغير الصور النمطية السلبية عن الشعوب الأخرى، وكما اشتكى الدكتور معجب من الظروف المالية التي يمر بها مركز العالم العربي في باريس وعدم انتظام بعض الدول في دفع استحقاقاتها المادية له، فإنه يجب علينا في المملكة كدولة مستقرة ورائدة في المنطقة العربية، ومع الضعف والتمزق الذي تعيشه بعض الدول العربية المحورية أن نستغل ونعمل من خلال هذا المركز ونجعله شعلة نشاط ثقافي من خلال الفعاليات الأدبية والفنية والموسيقية، والابتعاد عن الأنشطة المكررة التي تقوم بها بعض الجهات الرسمية في بعض الدول. أعتقد أننا مقصرون في مثل هذه الأنشطة الثقافية في الخارج، ولن تجدي شركات العلاقات العامة وبعض الكتاب الأجانب في تصحيح صورتنا النمطية، ولا أبالغ إذا اقترحت أن يكون هناك برنامج شراكة بين الهيئات الثقافية والترفيهية الناشئة ضمن رؤية 2030 ومعهد العالم العربي للتخطيط والبناء للمشروع الثقافي في المملكة. نقلا عن الحياة