×
محافظة المنطقة الشرقية

اعتماد 8 برامج رياضية ترويحية في عدد من مناطق المملكة

صورة الخبر

من المفارقات العجيبة أننا لا ندرك القضايا الشائكة إلا عند «قضائها»، ولا يتبين لنا الحق من الباطل إلا عند انتهاء الأحداث، وخمود الشر في النفوس. بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بمدة طويلة، يأتي متعجرفٌ باعتراف صريح، يعلن فيه عن قتل ما لا يقل عن 800 أسير عراقي، حيث أدلى هذا «الرمز» وهو نادر قاضي بور، النائب في البرلمان الإيراني، وممثل أذربيجان الغربية، بهذا التصريح ما يعد إقراراً صريحاً بالقتل عمداً لمجموعة من الأسرى العراقيين بلا رأفة ولا رحمة. الآن، لا أعتقد بعد هذا الاعتراف، أن هناك عاقلاً يستطيع أن ينفي علاقة «داعش» بملالي إيران من حيث الفكر الأيديولوجي، ولربما هناك خبراء من إيران في تنظيم الدولة «داعش»، بل وفي كل تنظيم إرهابي، سواء أكان سنياً، أم شيعياً، طالما أن الغاية واحدة، فلا يهم، إن كان هناك اختلاف في الفروع من أحكام، و»نوازل فقهية»، فهي مسألة وقت حتى يبلغوا مرادهم في التحكم في المنطقة، وهذا واضح في كل أدبياتهم بإحداث الفوضى لإضعاف حكومات منطقة الشرق الأوسط، «فوضى مؤقتة» تخدم طهران في بسط سيطرتها ونفوذها على المنطقة، بعدها تبدأ في «تصفية» الخلايا المشكوك في ولائها لنظام الملالي، أو التي تختلف في الأساس معهم في العقيدة والمذهب. هذا في حال «تراخي» دول المنطقة في التخطيط، وحُسن التدبير، لكن الراهن أمامي أن هناك استعدادات للمواجهة العظمى تُجرى، تتمثل في التدريبات التي تتم في الشمال، وتُسمَّى «رعد الشمال»، وهي تدريبات قتالية لم تشهد لها منطقة الشرق الأوسط مثيلاً منذ عقود، وإذا طُبِّقت هذه التدريبات قتالياً فيما بعد، مع حُسن التدبير والتخطيط، فسننتصر على الإرهاب بأقل الخسائر المادية والإنسانية، ولربما جنينا كثيراً من الفوائد. أولى تلك الفوائد: القضاء على تنظيم الدولة المزعوم، واضمحلال حزب الشيطان، وتراجعه عن الساحة السياسية. الفائدة الثانية وهي الأهم: القضاء على نظام بشار، حينها ستراجع طهران حساباتها الاستراتيجية وخططها العسكرية. وأود أن أسأل: يا تُرى ما هو موقف الحكومة العراقية من هذا التصريح الخطير الذي يأتي بالتزامن مع زيارة روحاني مدينةَ بغداد، هل سيكون موقفاً إيجابياً، أم ستخضع كالعادة وتسكت عن الحق، وتنساه كما تنسى المجازر التي تُرتكب يومياً من شمال العراق إلى جنوبه على أيدي الحرس الثوري الذي يقوم بتصفيات سياسية وطائفية؟ بعد القضاء على نظام بشار الفاشل، سيتبقى علينا أن نعيد ونصلح الوضع في بغداد، وبيروت، وهي ركائز يجب الاهتمام بها لصالح الأمة العربية لتحريرها من براثن الملالي، على أمل إعادة الوضع في الشرق الأوسط إلى ما قبل عام 1979م، أي قبل مجيء الإمام الخميني، وهذا الأمر يعد ضرورة ملحة لـ «هدوء المنطقة». وقد لاحظنا «جرذان الحوثي» لا يهدأ صراخها وعويلها، وإني لأظنها شبه ميتة بعد أن لاقت من عاصفة الحزم كثيراً من الضربات. وللتخلص من هذه «المهاترات» يجب ضرب رأس الأفعى، العراب الحقيقي للإرهاب، ذلك النظام الذي يقتل شعبه، وشيمته الغدر والمماطلة. إن الحل يكمن في دعم المعارضة الإيرانية من قِبل دول المنطقة بإشراف الأمم المتحدة، وكما قُلت في أكثر من مقال، إن هذا النظام هشٌّ من الداخل، ولا يمتلك شعبية حقيقية، وسلاحه الوحيد هو القمع والإعدامات المستمرة من غير محاكمة.