وواصل معاليه قائلاً : المجاهدة والمراغمة سلك فيها الناس طرقًا متعددة كثيرة،مابين طرق صواب وما بين تعرف وتنكر، وأهلهُا يظنون أنهم يحسنون صنعا، وما بين باطل واضح في الجهاد والمجاهدة إلى آخره ، و الشيطان يدخل للإنسان حتى في صلاته وزكاته ، وحجه ، ودعوته، ويدخل في جهاده ، وتحري الصواب بالعلم النافع هذا هو الطريق ، والفأل مطلوب، وتأمل التاريخ حكمة، من تأمل التاريخ ابتداءً من تاريخ الرسل، ثم تاريخ أتباعهم، والمد، والجزر، وكيف حصل الابتلاءات الكبيرة. واستعرض معاليه ـــ في هذا الشأن ـــ ما حصل في عهد الخلفاء الراشدين من ظهور الخوارج بعد مضي عشرين عاماً من عهدهم ، مطالباً الداعية إلى الله بأن يكون دائماً أمام عينه، مسائل الابتلاء بالمحكم والمتشابه ، حيث كان النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ في دعائه كل ليلة يدعو قائلاً : ( اللهم أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) ،لأن الظلال في المسائل العلمية وارد، والظلال في المسائل العملية وارد ! ولها أسباب هنا وهنا، في ضعف العلم، ومن الأسباب وجود المحكم والمتشابه ، ولهذا لا بد من الرجوع إلى الحق الصحيح لأنه النجاة ، والله ــ جل وعلا ــ لم يطلب منا العمل بالمتشابه ، لما طلب العمل بالمحكمات ، المتشابه إذا اشتبه علينا نقول كل من عند ربنا هذه مسألة عظيمة فيما تأتون وتذرون. واستطرد معالي الوزير صالح آل الشيخ يقول : فإذا كان الأمر كذلك فعلى الداعية أن يدعو الناس إلى اليقينيّات نحن لسنا في زمن ذكر غير اليقين لأن من تلقي عليه قد لا يتحمل ذهنه فهم حدود الكلام الذي تقول إذا كان عندك فيه تفصيلات إذا كان الشيء فيه تفصيلات في وأحواله أحكامه فلا تلقيه على كل أحد لأنه قد لا يستوعب هذه التفصيلات فتزل قدمه في المحكم والمتشابه وهذا ما حصل مع أهل الأهواء في كل زمن ، أهل الأهواء من الاثنتين والسبعين فرقة المتوعدة ، متوعدة في النار ، كلها في النار إلا واحدة ، متوعدة ، وعيد ويختلفون في قربهم وبعدهم ، وحجم الوعيد وأتوا من جهة المتشابهات إما متشابهات نقلية ، وإما متشابهات عقلية ، والكلام في ذلك شجون إذا فالمسألة عظيمة والحرص على اليقينيات ، على الأصول ، على التوحيد على السنة على ما يجعل الناس في أمان في قلوبهم لسنين والتأكيد عليهم ، وعدم الملل من التكرار هذا منهج ضروري الصبر وعدم اليأس وحسن الكلام وحسن الفعال والثبات ، والثبات حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا والتاريخ فيه مد وجزر. وفي السياق ذاته ، استعرض معاليه جانباً من أوضاع الأمة الإسلامية في عهد الدولة الأموية ، والدولة العباسية وما حصل فيهما من فتن ، وموقف العلماء من ذلك ، وكيف كان صنيع العلماء ، وقال : هنا الدرس العظيم في ذلك ، لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ، قصص الأنبياء والرسل ، وكذلك الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها . واختتم معاليه ـــ حديثه ــــ سائلاً الله ــــ جل وعل ـــــ أن يجعل الجميع ممن يقوم بالحق ، ويفعله، وأن يعفو عن الجميع كبير ذنوبهم وصغيرها. وكان معالي نائب الوزير الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري قد افتتح اللقاء الذي تم مساء أمس الأول ، بكلمة رحب في بدايتها بالدعاة بمنطقة الرياض والمسؤولين عن الدعوة وأقسامها في الوزارة وفي فرع الوزارة بمنطقة الرياض ، وقال : إن هذا اللقاء يأتي استمرارا للقاءات مع أهل العلم وأهل الفضل والمسؤولين عن الدعوة في الوزارة ، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات لشحذ الهمم والمذاكرة والتناصح ؛ بما يسهم ـــ بإذن الله تعالى ـــ في الرفع من أداء الدعاة ، وتطوير قدراتهم ، والوقوف على احتياجاتهم. // انتهى // 22:32ت م spa.gov.sa/1521289