قال الناطق الرسمي باسم جماعة «أنصار الله» الحوثية، مساء أمس الإثنين (15 يونيو/ حزيران 2015) إن وفدها السياسي غادر مطار جيبوتي إلى مدينة جنيف السويسرية. وقال محمد عبد السلام عبر حسابه على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي: «بذلت القيادة الُعمانية جهوداً واسعة لتأمين مسار رحلة الوفد السياسي اليمني المشارك في مباحثات جنيف لمواصلة سيره وإيجاد بدائل». وأشار عبد السلام إلى أن القيادة العُمانية بذلت جهودها بعد أن «عجزت» الأمم المتحدة عن تأمين الرحلة الجوية و»تقاعست» حتى عن التحرك لتغيير مسارها وإيجاد بدائل. وأكد عبد السلام أن هناك «إعاقة واضحة وموقف أهوج لعرقلة مسار المكونات السياسية اليمنية المتجهة إلى جنيف لعقد المشاورات السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة لما يقارب من 24 ساعة». وطلب من الأمم المتحدة توضيح «الموقف وأسبابه وإدانة مثل هذا التصرف والذي يهدف عرقلة جهودها في عقد المشاورات السياسية». ويضم الوفد ممثلي المكونات السياسية المختلفة وفي مقدمتها وفد حزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيون. وفي تصريح سابق لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال مسئول في حزب المؤتمر الشعبي العام، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن السلطات المصرية لم تسمح بعبور الطائرة التي تقل الوفد فوق أجوائها. إلا أن السلطات المصرية نفت منعها عبور الطائرة التي تقل الوفد، حيث قال رئيس هيئة الطيران المدني المصرية محمود الزناتي إن الهيئة لم تتلق أي طلبات من سلطات الطيران في جيبوتي أو من أي شركة طيران عربية أو دولية أو شركة طيران خاصة بشأن الطائرة التي تقل وفد الحوثيين، مضيفاً أن مصر لم تفتش الطائرة قبل مرورها الأجواء المصرية. وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاثنين، في جنيف المباحثات بشأن الأزمة اليمنية، بحضور الوفد الممثل للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية، قبل وصول الحوثيين. ودعا بان كي مون أمس إلى هدنة إنسانية فورية لمدة أسبوعين في اليمن مع اقتراب بدء شهر رمضان فيما من المتوقع أن تنطلق محادثات صعبة في جنيف في محاولة لحل هذا النزاع. وقال بعد لقائه وفداً من الحكومة اليمنية المقيمة في المنفى في السعودية «لقد شددت على أهمية هدنة إنسانية ثانية لمدة أسبوعين» مضيفاً أن شهر «رمضان يبدأ بعد يومين ويجب أن يكون فترة وئام وسلام ومصالحة». وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة «آمل في أن يشكل هذا الأسبوع بداية لانتهاء المعارك». ودعا بان كي مون أطراف النزاع إلى التوصل إلى اتفاق «على وقف لإطلاق النار» مشيراً إلى أن «الوقت الذي يمر ليس دقات الساعة إنما دقات قنبلة موقوتة». ووجه بان الذي يشارك في افتتاح المحادثات «نداءً ملحاً» إلى الطرفين من أجل المشاركة «بنوايا حسنة ودون شروط مسبقة لما فيه مصلحة الشعب اليمني». وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أصدر بياناً يؤكد عقد «مشاورات أولية» بين طرفي النزاع في قاعتين منفصلتين، أن يقوم الموفد الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد بالتنقل بينهما «آملاً في جمعهما معاً». والمحادثات هي اللقاء الأول بين المعسكرين منذ الإطاحة بالرئيس عبدربه منصور هادي الذي فر من صنعاء في فبراير/ شباط الماضي بعد خضوعها لسيطرة الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ودعا بان أطراف النزاع إلى التوصل لاتفاقات «محلية» لوقف النار و «انسحاب المجموعات المسلحة من المدن». واعتبر الخبير في شئون اليمن لوران بونفوا «من غير المحتمل أبداً أن تفضي المحادثات إلى نتيجة. فكل معسكر متمسك بموقفه ولا يبدو مستعداً لأية تسوية». وأضاف بونفوا الباحث في مركز الأبحاث العالمية للعلوم السياسية «رغم كل شيء، فإن المحادثات في جنيف يمكن أن تشكل فرصة قبل بضعة أيام على حلول شهر رمضان لتعلن دول التحالف هدنة يمكن أن تتيح إطلاق محادثات أكثر جدية وفي الوقت نفسه إنقاذ ماء الوجه من خلال توقف الحملة العسكرية التي لا يبدو أنها قادرة على كسبها ميدانياً».