×
محافظة المدينة المنورة

أمانة المدينة: تنفيذ وصيانة الشوارع القائمة بالمخططات القديمة يتوقف على الميزانيات

صورة الخبر

خيري منصور أوشك الإعلام في الغرب أن يحدث انقلاباً على ديكارت صاحب المقولة الشهيرة أنا أفكر إذن أنا موجود، بحيث تصبح أنا عربي إذن أنا متهم. ورغم ادّعاء الغرب بأنه صاحب اختراع ما يسمى بالجدلية والتعامل مع البعد الثالث إلا أنه أعيد رغماً عنه وبفضل اليمين المتطرف إلى الثنائيات، والتي لخصها بوش الابن بعبارة: من ليس معنا هو بالضرورة ضدنا! وهذا التعميم في تقييم أي عرق في العالم لا يرتكز إلى أي أساس منطقي أو علمي، لأنه ما من شعوب من الملائكة مقابل شعوب أخرى من الأبالسة، والاختلاف قائم حتى بين أشقاء ولدوا من رحم واحد، لأن البشر ليسوا قطيعاً متجانساً. وسبق للكاتب والروائي كونديرا أن كتب مقالة قال فيها: إن العقاب في عصرنا أصبح جاهزاً ويبحث عن ضحية، وكان في ذهنه وهو من أصل تشيكي النظم الشمولية التي عاملت الأفراد جميعاً على أنهم مذنبون إلى أن يبرهنوا على براءتهم، والبراءة في هذا السياق الأيديولوجي هي الولاء المطلق! لهذا فإن تحديد هوية للتطرف أو منحه جواز سفر يثبت أنه عربي ومسلم لا يجافي المنطق المجرد فحسب، بل يتناقض مع أحداث يتم الإعلان عنها على مدار الساعة، وعن جرائم يقترفها أناس من مختلف الأديان والأعراق والألوان! وإذا كان المقصود بهذا التعميم شيطنة العربي فإن الرد يتولاه عشرات الملايين من العرب المعتدلين والأسوياء والميالين بالفطرة إلى التسامح، لكن الرأي العام في الغرب بلغ رشده ولم يعد مجرد برادة حديد لا حول لها ولا قوة، بحيث تنجذب إلى شاشات ومنابر إعلامية لها قوة المغناطيس! وحين نقول إن هناك افتراءً على العربي فذلك لأن العرب شأن بقية البشر في هذا الكوكب فيهم الصالح والطالح والصادق والكاذب، ولم يزعموا يوماً أنهم قوم معصومون بل كانوا أكثر من غيرهم تذكيراً لبعضهم بأنهم لا يملكون مثل هذه المعصومية. كل تعميم هو تمهيد لأحكام باطلة ومجال للافتراء وعدم الإنصاف!