في عام 1802 أهدى أحد سلاطين الدولة العثمانية حصاناً عربياً لنابليون بونابرت، فخاض وهو على صهوته حروبه الأخيرة بما فيها المعركة التي انتصر فيها على الروس والبروسيين، وبعد أكثر من مئتي عام مازال هذا الحصان محنطاً في باريس شاهداً على ذلك التاريخ. في متحف الجيش في باريس، يجتهد خبراء في التحنيط في ترميم هذا الحصان، واسمه وزير، وبعد قرنين على الأمجاد التي عاشها برفقة نابليون، بات الحصان بحاجة ماسة إلى معالجة التشققات والتمزقات، وأيضاً إعادة تلوين وبره. هذا الجواد العربي كان هدية من السلطنة العثمانية إلى الإمبراطور الفرنسي، ثم أصبح الحصان المفضل لنابليون، وقد رافقه في حروبه الأخيرة، ثم رافقه أيضاً بعد ذلك في منفاه في جزيرة ألبا بين عامي 1814 و1815. في أيام المنفى، كان الحصان يذكر صاحبه بالأيام المجيدة، بالانتصارات التي حققها في أيينا ضد بروسيا في عام 1806، وفي سبتمبر أيلول في عام 1807. وحين عاد بونابرت إلى السلطة، فيما يعرف بالأيام المئة، كان حصانه قد بلغ سن التقاعد، لذا فإنه ظل بمنأى عن أن يشهد الهزيمة المدوية في معركة ووترلو، والتي كانت النهاية الحقيقية لنابليون بونابرت. بدأت آثار الزمن تُلقي بثقلها على الحصان المحنط، لذلك كان لا بد من تدخل خبراء التحنيط والترميم في عملهم هذا، ضمن عملية أطلقها المتحف وجمع التبرعات لتمويلها، وأطلق عليها اسم أنقذوا وزير. وكان القيمون على المشروع يأملون بجمع 15 ألف يورو، لكنهم في الحقيقة جمعوا عشرين ألفاً.