«قهر» اللبنانيان شربل حبيب ووليد سماحه رالي «تحدّي بكين - باريس السادس للسيارات الكلاسيكية»، الذي استغرق 35 يوماً بين 12 حزيران (يونيو) الماضي و17 تموز (يوليو) الجاري، وشارك فيه 115 طاقماً من أكثر من 50 بلداً، وأنهته 97 سيارة. وكان الثنائي اللبناني (السائق والملاّح) الذي قاد سيارة «بورشه 356 سي» تبلغ قوة محرّكها 75 حصاناً (1600 سنتم مكعب)، مصنّعة عام 1964 وحملت الرقم 64، الطاقم العربي الوحيد في هذا التحدّي الذي بلغت مسافته 13695 كيلومتراً وتخللته أربعة أيام راحة، عبر خلالها مسارات جبلية وصحراوية وساحلية في الصين، منغوليا (10 أيام في صحرائها)، روسيا، بيلاروسيا، بولندا، سلوفاكيا، هنغاريا، سلوفينيا، إيطاليا، سويسرا وصولاً إلى فرنسا. وتناوبا على القيادة لأن المسار تضمّن مراحل تفوق مسافتها 700 كيلومتر. وفاز حبيب وسماحه برهانهما بعدما نجحا في اجتياز خط الوصول في جادة «فاندوم» الباريسية الأحد الماضي، حيث نظّمت احتفالات التتويج بحضور حشد كان في استقبال «المغامريَن»، بينه أفراد من عائلتيهما وأصدقاء ورئيس مجلس إدارة «بورشه لبنان» أسعد روفايل، حملوا أعلاماً لبنانية خفقت وطغت على بقية الأعلام. ودوّن الثنائي اسمه في سجلات الرالي الأسطوري الذي أطلق للمرة الأولى في بداية القرن الـ 20 من باب الترويج لأهمية النقل والانتقال بالسيارات وإمكاناتها وقدرة تفوقها على الأحصنة والقطارات. وأحرز حبيب وسماحه ميدالية ذهبية لاجتيازهما المسافة كاملة وبلوغهما خط النهاية بـ 270 ساعة و8 دقائق و23 ثانية، وأخرى فضية لاحتلالهما المركز الثاني في الفئة السادسة للسيارات المشاركة التي لا تفوق سعة محرّكها الليترين (مصنّعة بين 1942 و1964). واحتلا في الترتيب العام المركز الـ 24. وكانا نجحا بعزم وإصرار كبيرين في تخطّي مشكلات ميكانيكية واجهتهما، وأعربا عند خط الوصول عن سعادتهما لاجتياز «رالي العمر»، المميز بتحدياته وخصائصه، شاكريَن كل من ساهم في نجاح المهمة الشاقة، خصوصاً أنه كان للمشاركة اللبنانية وجه إنساني تمثّل بدعم مؤسسة «هابي تشايلد هود» التي تُعنى بالتأهيل الجسدي للأطفال. يذكر أن هذا التحدّي ضمّ ثلاث فئات من السيارات: المصنّعة قبل العام 1931، بين عامي 1930 و1942، وبين عامي 1942 و1975 المزوّدة محرّكاً سعته دون الليترين، وأخرى تفوق سعة محرّكها الليرتين. وكان حب حبيب لاقتناء السيارات الكلاسيكية، إذ تضم مجموعته 39 منها، يعود أقدمها إلى العام 1932، قاده إلى الانخراط تدريجاً في هذا العالم المختلف والتعمّق فيه، حتى أنه افتتح مرأباً لتأهيل هذه السيارات وتجهيزها يديره نسيبه سماحة، الاختصاصي في هذا المجال. وفي إطار الاستعداد للرالي، خضع المشاركون لبرنامج «إحاطة» بالمجريات عموماً نظّم في بريطانيا، وأطلعوا خلاله على سبل التعامل مع المسار، خصوصاً في صحراء منغوليا حيث توجّب عليهم تحديد نقاط سيرهم وفق ترقّب الجهات بالبوصلة على طريقة الملاحة البحرية. وبناء عليه، جهّزت السيارات بمعدات ملاحة مناسبة على غرار ما هو معتمد في السفن.