لكم كنت رائدا عصاميا مهنيا محترفا إداريا محنكا، اخترت توجهك فبرزت وأخلصت فيه، لم تفرضه على أي ممن زاملوك! ولم يشهد الإعلام مثيلا لك في الحزم واحترام الوقت! حضرت ليلة تكريمك باثنينية الوجيه الأستاذ عبدالمقصود خوجة، وكنت أتحفز لأن أطلب الكلمة وأعبر عن ما أكنه لك من احترام وتقدير طوال زمالة امتدت لأكثر من أربعين عاما لكني أمسكت! فراعي الاثنينية صارم في تحديد المتحدثين مسبقا! وخشيت أن يرد طلبي فارتضيت بالاستماع فقط! ولقد آلمني غياب كل الزملاء في تلك الليلة الباذخة ليلة تكريمك! وآلمني أكثر قسوة (عريف) التكريم لظهوره بمظهر المستفز لك! لكنك لم تبد أي تأثر وأنت ترد على كل الأسئلة بصراحة وصدق. إن مشوارك، أيها الراحل الكبير، في الإعلام والإدارة مشوار حافل بالإنجازات والنجومية، سواء رضينا أم أبينا، فكم كنت صريحا غير متلون، مخلصا غير متزيد، ملأت ذاكرتنا بتنوع لا يقدر عليه إلا مثلك. ليرحمك الله أبا ياسر رحمة واسعة، وإن كان ولا بد من بوح بعد هذه المغادرة القاصمة!، فإني أقول: ليتني حظيت ولو بمهاتفة أخيرة معك.. ليتني!.