عشية اليوم الأخير من المؤتمر العام للحزب الجمهوري وجد مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب نفسه أمام واقع مرير: الحزب لا يزال منقسما ومندوب الانتخابات التمهيدية لم تلتئم بعد. فقد مني الملياردير الحديث العهد بالسياسية -والذي يأمل بخلافة باراك أوباما والفوز على مرشحة الديموقراطيين هيلاري كلينتون- بانتكاسة فعلية عندما رفض منافسه السابق تيد كروز إعلان دعمه له. وشن سناتور تكساس من اليمين المتدين هجوما قاسيا ضد «أوباما وكلينتون» اللذين يريدان «فرض الأوامر من واشنطن» في كل المسائل من الصحة وحتى الأسلحة. ومع أن كروز الذي صفق له الحضور وقوفا لدقائق عدة عند قدومه هنأ قطب الأعمال على فوزه بترشيح الحزب، إلا أنه امتنع عن قول الجملة التي كان ينتظرها الجميع وهي «صوتوا لترامب!». وقال كروز «أرجوكم لا تظلوا في منازلكم وصوتوا بما يمليه عليكم ضميركم»، مما أثار صيحات استنكار وسط هتاف بعض المندوبين «نريد ترامب! نريد ترامب!». من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة أثار تساؤلات جديدة حول التزامه بالدفاع تلقائيا عن أعضاء حلف شمال الأطلسي إذا ما تعرضوا لاعتداء حين أبدى تمسكه ببرنامجه القائم على فكرة «أمريكا أولا». وقال ترامب للصحيفة في مقابلة ردا على سؤال عن احتمالات وقوع عدوان روسي على دول البلطيق، إنه إذا هاجمتها موسكو فإنه سيبت في أمر نجدتها فقط بعد الاطلاع على ما إذا كانت تلك الدول «وفت بالتزاماتها تجاهنا». وأضاف «إذا وفت بالتزاماتها لنا فالإجابة نعم». ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله إنه سيرغم أعضاء الحلف على تحمل التكاليف الدفاعية التي تحملتها الولايات المتحدة على مدى عشرات السنين ويلغي معاهدات يعتبرها في غير صالح بلاده ويعيد تعريف معنى الشراكة مع الولايات المتحدة. وقال «أفضل أن أتمكن من الاستمرار» في العمل بالاتفاقات القائمة لكن ذلك غير ممكن، إلا إذا توقف الحلفاء عن استغلال ما وصفه بعصر السخاء الأمريكي.