سعى في اليوم الأول من المؤتمر إلى إعادة اللحمة إلى الحزب بعد الانقسامات التي هزته طيلة العام الفائت والتي تمحورت خصوصاً حول ترشيحه، وقال متوجهاً إلى مندوبي الحزب «سوف نفوز». وفي مداخلة قصيرة لتقديم زوجته ميلانيا التي أدلت بكلمة أمام المؤتمرين، أظهر المليادرير الصاخب ثقة رغم التشنج والانقسامات العلنية. وقال «سنحقق فوزاً كبيراً»، ثم قدّم زوجته قائلاً «سيداتي سادتي، فخر كبير لي أن أقدم السيدة الأولى المقبلة للولايات المتحدة». تقاليد وكسر ترامب التقاليد بقدومه إلى المؤتمر قبل تسميته رسمياً، وخاطب حشداً كان قبل ساعات أطلق هتافات شاجبة وصيحات استهجان رفضاً لترشيحه، مصرين على إسماع صوتهم. ويعبر معارضون لترشيح ترامب عن غضبهم لأن حزب ابراهام لنكولن وثيودور روزفلت سيكون بقيادة رجل وصف المكسيكيين بالمغتصبين ودعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وقالت مندوبة من فرجينيا، ديانا شورز، «نستحق أن يُسمع صوتنا، هذا مؤتمر الشعب»، بينما كان مندوبون مؤيدون لترامب يحاولون إسكات المعترضين بصيحات «عار! عار». ويتمسك مؤيدو ترامب بأن على المندوبين أن يتجاوبوا مع قاعدة الحزب ويسموا ترامب مرشحاً من دون تردد. فوزاً كبيراً وحقق رجل الأعمال الثري فوزاً كبيراً في الانتخابات التمهيدية للحزب في ولايات عديدة، وجمع أكثر من 13 مليون صوتاً، متفوقاً على أي مرشح جمهوري على الإطلاق. ويُفترض أن يستغل ترامب المؤتمر لينهي انقسامات الجمهوريين ويقود الحزب نحو الانتخابات ونحو البيت الأبيض. وسعى ترامب قبيل المؤتمر إلى تهدئة المنتقدين المحافظين عبر تسمية حاكم ولاية انديانا مايك بنس كمرشح لمنصب نائب الرئيس على بطاقته الانتخابية. غير أن ميلانيا، زوجة ترامب السلوفينية المولد، كانت المدافع الرئيسي عنه في اليوم الافتتاحي للمؤتمر. واعتلت ميلانيا، عارضة الأزياء السابقة، المنبر بكامل جاذبيتها، ودعت الأميركيين بنبرة قوية إلى أن يعهدوا بالرئاسة لترامب. وقالت السيدة البالغة من العمر 46 عاماً، «دونالد كان دوماً، قائداً مذهلاً»، مضيفة «الآن، سيعمل من أجلكم». وفي كلمتها التي استمرت 14 دقيقة، قالت ميلانيا عن زوجها «إنه لا يستسلم»، ووصفته بالوالد المحب ورجل الأعمال الناجح الذي سيكون رئيساً قوياً وحنوناً. وقالت «إذا أردتم شخصاً يُدافع عنكم وعن بلادكم، يمكنني أن أؤكد لكم أنه ذلك الشخص». كما سعت لتظهر وجهاً أكثر إنسانية لمرشح يعتبره كثير من الناخبين فظاً ومغروراً. وقالت «دونالد يعتزم تمثيل كل الشعب وليس فقط البعض منهم، وهذا يشمل المسيحيين واليهود والمسلمين، هذا يشمل ذوي الأصول الأسبانية والأميركيين-الأفارقة والآسيويين والفقراء والطبقة المتوسطة». ويعتزم فريق ترامب ارسال ابنه وابنتيه لمخاطبة المؤتمر في الأيام القادمة. انقسامات وفي مؤشر على الانقسامات المستمرة في الحزب، تغيب عن مؤتمر كليفلاند شخصيات حزبية كجميع أفراد أسرة بوش وميت رومني وحتى جون كاسيك، حاكم اوهايو الولاية المضيفة والذي كان موجوداً في كليفلاند لكن ليس في المؤتمر. وسيركز ترامب ومؤيدوه على المسائل التي تجمع الجمهوريين: دعم القوات المسلحة والقلق بشأن القانون والنظام. ووسط موجة من عمليات القتل ذات الطابع العنصري في الولايات المتحدة وهجمات ارهابية في أنحاء العالم، لخص العضو الجمهوري في الكونغرس مايكل ماكول المبادئ الأساسية لرسالة ترامب بأنها: «هل أنتم بأمان أكثر من ثماني سنوات مضت؟». لكن ورقة ترامب الرابحة قد تكون الكراهية للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. ففي مرات عدة في المؤتمر، علت صيحات «احبسوها، احبسوها». وردت كلينتون بمهاجمة ترشح ترامب بوصفه «تهديداً لديموقراطيتناً» واتهامه بإثارة التوترات العرقية والأثنية بخطاباته. وقالت لأكبر منظمة للحقوق المدنية للسود في اجتماع في سينسناتي «لا يمكن لدونالد ترامب أن يُصبح رئيساً للولايات المتحدة»، وقوبلت بتصفيق حاد. وتنتهي أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري الخميس بخطاب يلقيه عملاق قطاع العقارات البالغ من العمر 70 عاماً، وينظم الديموقراطيون مؤتمرهم الأسبوع المقبل في فيلادلفيا.