إن من أسوأ الأمور أن تجد نفسك تخاطب أشباحا. أنت باسمك الصريح وهؤلاء بأسماء مستعارة وزيادة على هذا الغموض قلة أدب، بل اسوأ من قلة الادب تصل المرارة ببعضهم أن يتلفظ بألفاظ تخجل من سماعها حيطان الحمامات. يكاد الواحد منهم أن ينفجر فيك من بين الكلمات. علاوة على الشتائم تشعر انهم لا يدركون ماذا يقولون وعلى ماذا هم غاضبون. قد يكونون بسطاء وقليلي حظ من العقل والتعليم أو ممن اعمى الكره والشحن الدعوي بصيرتهم. وربما لا هذا ولا ذاك. قد يكونون جزءا من الحرب النفسية التي تشنها الجماعات الإرهابية.. تقصيت عددا منهم بطريقة وأخرى فاكتشفت بـ(دون دليل قاطع) أن بعضهم يمثل أسماء مشهورة تتخفى تحت هذا الاسم المستعار لزوم الشتم وتمجيد الذات بطريقة توحي أن له اتباعا يذبون عنه.كل شيء جائز في الإنترنت. بسببها التزمت بقواعد محددة لا أحيد عنها إلا عند الضرورة. ثمة طرق للتعامل مع هؤلاء. إما ان تجادلهم أو تسفههم كأنهم غير موجودين او أن تحظر عليهم (تبلكهم). أن تجادل هذه الطبقة من البشر تحتاج أن تهبط درجات واسعة قد تفقد بعدها خلقك الكريم الذي فاء به الله عليك بالفطرة. تنتزع منك أصالة الأدب والطيبة التي يمنحها الله لعباده ويبددها بعضهم بكثرة التعرض لهؤلاء ومخاطبتهم. ستفقد بالتأكيد شيئا من كرامتك وكرمك وحسن أدبك عند مخاطبتهم. كمن يخالط عنبرا مزدحما بسجناء جرائم أخلاقية. معاشرة هؤلاء وتبادل الحديث معهم سوف يجعلانك تستسهل الفاظهم وطريقتهم في المخاطبة وتنتهي بأن تتبنى بعض تعابيرهم. الإنسان أيا كان يؤثر ويتأثر. إذاً ليس من الخلق الكريم أن تدخل معهم في أي حوار وخصوصا أن كلهم يتحدثون معك بمعرفات مجهولة لا تعرف لهم مرجعا ثقافيا أو اجتماعيا. الحل الآخر أن تحظر عليهم (تبلكهم). اتخذ هذا الحل كثير من الزملاء. بالنسبة لي لا أجده حلا. عندما فتحت حسابا في تويتر سألت نفسي ذات السؤال الذي طرحته على نفسي عندما فتحت زاوية يارا قبل سنوات وهجرت بسببها تقريبا الصفحات الأدبية. لماذا اكتب زاوية صحفية شبه يومية مفتوحة على كل المدارك وطبقات الوعي المختلفة؟ في الصفحات الثقافية من لا يتفق معك سوف يحترم رأيك ومن لا يحترم رأيك سيحترم نفسه على الأقل. خصومي في التويتر لا ينقسمون بين مؤدبين وقليلي أدب. من النادر أن اتلقى في التويتر نقدا لرأيي في اطار من الاحترام والأدب. بل من النادر أن اجد من يناقش رأيي. كلامهم ينصب على شخصي وأصلي وفصلي وتاريخي الأسود حسب رأيهم. في هذه الحالة إذا حظرت على شتاميني حظرت على كل خصومي. لا يبقى معي سوى المتفقين مع ما اطرحه. ليس من العقل والحكمة أن اكتفي بمخاطبة من يتفق معي في الرأي. في تعليقات الجرائد قد تجد مناهضا يخاطبك بألفاظ محترمة وآخر يخاطبك بالشتائم والسباب. عندئذ تتوفر لك الفرصة لأن تخاطب الطرف المحترم. وتحظر قليل الأدب. في التويتر جميع خصومي شتامون إذا حظرت عليبهم فسوف أحظر على هؤلاء الناس الذين جئت إلى تويتر من اجلهم. لم يبق أمامي سوى الحل الثالث وهو ان أحتفظ بهم. اترك لهم حق الشتم ينفسون عن انفسهم فيضطرون إلى الاستماع المستمر لرأيي. في النهاية هم بشر. إذا لم أغير ايمانهم فسوف أزعزعه. سوف يسمعون الكلام الذي حرموا منه سنوات طويلة فلماذا اتركهم فريسة سهلة للآخرين؟ نقلا عن الرياض