يعتقد البعض أن استخدام البصمة هي الحل للانضباط والإهمال والتسيب الوظيفي الحكومي خصوصاً، وهذا غير صحيح على إطلاقة، فالحضور والانصراف ليس مقياساً للإنجاز والعمل ولكنه يظل مهماً لكي يضبط الحضور والانصراف والذي "قد" يكون محفزا إجباريا للعمل. الواقع يقول ان الموظف "الحكومي" غالباً غير منجز وغير فعال في إنتاجية العمل، وهذا ليس من عندي من إحصاء وزارة التخطيط التي ذكرت في إحدى المرات في تقاريرها أن الموظف الحكومي لا يعمل أكثر من ساعة أو ساعتين وهذا معدل متدنٍ جداً، وأيضاً المعلم والمعلمة فهناك كثير من الشكاوى للتسيب في العمل والغياب والعقوبات ضعيفة ولا تدعم ضبط العمل فهل الحل بصمة وحضور وانصراف وعقوبات؟؟ لا بالطبع، فالحلول هي خليط من كل شيء، أول سؤال لماذا يغيب أو لا ينضبط الموظف أو الموظفة؟ هل السبب بيئة العمل؟ العائد المادي؟ التطوير والتدريب؟ روتينية العمل؟ عدم وجود محفزات للمجتهد والتساوي مع غير المجتهد والمنجز؟ تضخم الأعداد بدون مبرر للموظفين؟ الإحباط؟ المدير؟ هي ليست مشكلة أو عائقا واحدا لغياب الموظف بل هي مجموعة كاملة من الأسباب. أنا مع البصمة والمحاسبة بشدة، ولكن أيضاً مع التحفيز والعائد المادي الجيد ومع المكافآت للمجتهدين والعاملين، وليس علاوة سنوية يتساوى معها المنتج وغير المنتج، والمجتهد وغير المجتهد، وهكذا نمط العمل الحكومي يجب أن نقر أنه "سيئ وعقيم" كمحفز للموظف البسيط والعادي، وقد تكون الفائدة للموظف ذي المراتب العليا ولكن الغالبية هم من يعمل مع الجمهور وموظفون متوسطو المستوى أو اقل. يجب عدم إغفال أن الانضباط بالعمل يبدأ من الوزير لآخر موظف، ولا يجب أن يختزل ويحدد بفئة من الموظف بل يجب أن يكون نظاماً يشمل الجميع بعدل ومساواة، وهذا أساس مهم ما ينطبق على أعلى موظف ومرتبة ينطبق على الصغير منهم وظيفيا. ويجب أن يكون هناك نظام شمولي لتطوير العمل فكم موظف يعمل بغير تخصصة ومكانه وكم من يشعر أنه ظلم يجب الاستماع للجميع وأخذ رؤيتهم وملاحظتهم وتنشيط العمل الاجتماعي بين الموظفين، وتوفير راحة لهم مادياً أو صحياً أو سكنياً. الموظف لن يعطيك وهو يرى مديره غير ملتزم وينعم بكل شيء، أو يتملكه شعور بالغبن والنقصان يجب أن "إراحة" الموظف، ويُحترم ويعطى قيمة وهيبة، فكما تحاسبه هو يريد من يحاسبك، فلا تضع كل اللوم عليه والأعباء فهو يظل إنساناً كما هو أنت، فلا تشرع قوانين وكأنها دستور لا يناقش، هل سألت الموظف مرة ما هي مشكلتك؟ ماذا تحتاج؟ وماذا نريد منك وما نحتاج منك؟ اجعلوا بينكم لغة حوار أولاً.