×
محافظة المنطقة الشرقية

Bein تطلق قناتها الإسبانية

صورة الخبر

إن العين لتدمع والقلب ليحزن جراء ما حدث في يوم الجمعة في نهار رمضان والناس صيام، تفجير إرهابي وعمل جبان لن يزيد الشعب الكويتي سوى تكاتف وإصرار على هزيمة الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تحاول جاهدة تفريقه. فالكويت الدولة المسالمة التي يعيش فيها أكثر من 120 جنسية من أنحاء العالم والتي احتوتهم جميعاً، وعرفت بأنها بلد الإنسانية بتبرعاتها ومساعدتها لجميع الدول المحتاجة، هي اليوم يلفها الحزن من هذا الحادث المشين في مسجد الإمام الصادق والذي أسفر عن استشهاد 27 مصلياً وإصابة 227 آخرين ليس لهم ذنب. إنه عمل جبان تبناه «داعش» ذلك التنظيم الذي يحاول أن يصيبنا بمقتل، ويشتت من جمعنا ووحدتنا الوطنية، ويعتقد أننا سنستسلم لأعماله الإرهابية، فالشعب الكويتي بفضل الله يد واحدة في الشدة كما في الرخاء، فمن شاهد كيف تدافع الكويتيون سنة وشيعة نحو بنك الدم الكويتي للتبرع بدمائهم لإخوانهم المصابين يدرك أن التلاحم والتراحم صفة أساسية في هذا الشعب الذي اختلط به الدم الشيعي مع السني في الغزو العراقي الغاشم عام 1990، واليوم يختلط كذلك وتتحد الصفوف التي يحاول بعض السياسيين بكل أسف أن يفرقوها لأهدافهم الانتخابية ومصالحهم الخاصة. إنها فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلا القلم يستطيع أن يسطّر مشاعر الألم ولا الورقة قادرة على حمل حبر اختلط بدم، فالمشهد مؤلم لا يمكن أن يوصف سواء في المسجد أو المستشفيات، ولكن عزاءنا أن الدماء لن تذهب هدراً فهناك معلومات عن التوصل لخيوط الجريمة من قبل رجال الداخلية أتمنى أن تكتمل ويقدَّم المجرمون للعدالة لتقتص منهم على فعلتهم التي هزت الكويت بأكملها. اليوم لابد من مزيد من التكاتف وعدم إثارة الإشاعات والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة، فوصول صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده ورئيس الوزراء لموقع الحادث لهو رسالة وسبيل نحو التكاتف والاتحاد في وجه الإرهاب والذي سنهزمه بإذن الله تعالى. إن لدي رسالة أوجهها لكل مسؤول ولكل إمام وخطيب ولكل مواطن وكاتب ومغرّد، الكويت أمانة في أعناقنا وهي اليوم بحاجة لنا جميعاً فلابد أن نفوت الفرصة على من يتربص بنا وفي وحدتنا الوطنية، لابد أن تكون رسالتنا موجهة للشباب أن يتماسكوا ويتحدوا فلا نغذيهم بالطائفية والعنصرية والانتقام ولا نثير الفتنة فـ«الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». واليوم لا يمكن لأي شخص أن يتنصل من مسؤوليته لأن ما حدث يمسنا جميعاً، ونحن الخاسرون إن لم نوقف هذه الأفكار الهدّامة والمتطرفة ونغيرها من عقول الشباب، فلابد من فزعة وطنية حكومية وشعبية وخطوات إيجابية لتغيير الأفكار الإرهابية والحث على الوحدة الوطنية وعدم تغذية الصراعات المذهبية التي لن يستفيد منها سوى أشخاص يسعون إلى مصالح شخصية، وحتماً سيخسر كل من يخوض فيها لأنها نار تحرق الجميع. ..اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه وارحم الشهداء واشفِ جميع المرضى يا مجيب الدعاء. mesfir@gmail.com @mesferalnais